للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا وقد كنت جعلت هذا آخر أبواب الكتاب وقلت إنه لا يتسع المجال للخوض في ضروب تجديد العصر، فأقل ما يقال في ذلك أن المعاصرة حجاب. وكان الفراغ من ذلك كله في مدينة فاس حرسها الله تعالى لليلتين بقيتا من شعبان سنة ١٤٠٣ هـ وذلك يوافق ٩ من شهر يونيه سنة ١٩٨٣ م

ثم بدا لي الآن بعد أن حيل خروج الكتاب كله منشورًا مطبوعًا أن استدرك شيئًا مما فاتني ذكره. من ذلك الإلماع إلى مكان شاعر العراق محمد مهدي الجواهري بين الآخذين بمذهب الجزالة في هذا العصر وله طول نفس وقوة أداء ولكن تشقيق الجدل والسياسة ربما كدر من صفاء ديباجته- وهو بعد يحسن أن يترنم ترنمًا بحتري الإيقاع كقوله:

في قصيدة بعنوان ساعة مع البحتري في سامراء

أكبرت شاعر جعفر وشعوره ... يستوجب الإكبار والترفيعا

ولمست في أبياته دعة الصبا ... ولداته والخاطر المجموعا

ولا أدري معنى المجموع إلا أن تكون رويا مقمحا إذا وصف الخاطر بالمجموع يحتاج إلى تأويل كقولك أمر مجموع أي مجمع عليه وقد لا يخلو ذلك من تكلف

ولئن تشابهت المناسب أو حكى ... مطبوع شعري شعره المطبوعا

فلو قد قال: مطبوع نظمي لكان ذلك أصح

فلكم تخالف في المسيل جداول ... فاضت معًا وتفجرت ينبوعًا

وهذا توليد من أبي الطيب في بيته الذي كثر التوليد منه والأخذ:

وقد يتشابه الوصفان جدًا ... وموصوفاهما متباعدان

ثم يقول: -

عبث الوليد بشرخ دهر عابث ... وصبا فنال من الصبا ما اسطيعا

يشير هنا كما ذكر في الهامش (ديوانه الطبعة الخامسة ص ٤٢١) إلى كتاب المعري عن نقد بعض ما وقع في شعر البحتري الذي سماه «عبث الوليد» واسم البحتري الوليد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>