للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما لهذا الجبان النكس قد هزئت ... منه ومن صحبه الغيد الرعابيب

منافقون يرون الناس أنهمو ... شم أباة أماجيد مصاحيب

وأنهم قادة صيد وأنهموا ... غر المصابيح والدنيا غرابيب

ما أغرب الجلف لم يعلق به أدب ... وعنده للكريم الحر تأديب (١)

هذا، وممن عسى أن يحسن الإلماع إلى حسن ديباجته الأستاذ أحمد محرم رحمه الله. وقد أورد الأستاذ محمد إبراهيم الجيوشي في كتابه عنه، (شاعر العروبة والإسلام) (٢) اختيارًا حسنًا من شعره ما نورده إن شاء الله هنا منه، مثلا قوله:

إليك دموعي في الصحيفة فاقرئي ... رسالة أشواقي إليك وأشجاني

فإن تطلبي مني دليلاً على الهوى ... فهذا دليلي في هواك وبرهاني

فيا هند عذرًا إن جزعت فإن لي ... تباريح من شوقي إليك وتحناني

ولا تنكري هذي الدموع تذكري ... عصارة قلبي في هواك ووجداني

ويا هند إن جئت الشهيد تذكري ... شهيد هوى ما دان يومًا بسلوان

زعم الأستاذ الجيوشي أن اسم الفتاة «رفقة» ومكانه في نص الديوان فراغ وأن الوزن يستقيم بـ «رفق» مناداة مرخمة. وقد وضعنا اسم «هند» لأن رمزيته واضحة كليلى ولبنى وسعدى وسلمى وما أشبه وكرهنا أن نضع «رفق» لما فيه من الظن والقول بما لا نعلم إذ ما ذكروا من عشق محرم لرفقة هذه لا دليل عليه. ولقد أحسن أبو الطيب رحمه الله إذ قال في رثائه لخولة أخت سيف الدولة رحمهما الله تعالى:

كأن «فعلة» لم تملأ مكارمها ... ديار بكر ولم تخلع ولم تهب

وقال:

أجل قدرك أن تسمى مؤبنة ... ومن يصفك فقد سماك للعرب


(١) ديوانه ٢/ ٣٥١
(٢) شاعر العروبة والإسلام، أحمد محرم محمد إبراهيم الجيوشي الطبعة الأولى سنة ١٣٨١ هـ- ١٩٦١ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>