للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه لم يرد «بفعلة» إلا «خولة» ولم يكتم اسمها لدفع حرج ولكن أدبًا وإجلالاً لقدرها.

ويعجبني من أبيات له في قصة تحرير المرأة (١)

أغرك يا أسماء ما قال قاسم ... أقيمي وراء الخدر فالمرء واهم

ذكرتك إني إن تجلت غيابتي ... على ما نمى من ذكرك اليوم نادم

تضيقين ذرعا بالحجاب وما به ... سوى ما جنت تلك الرؤى والمزاعم

سلام على الأخلاق في الشرق كله ... إذا ما استبيحت في الخدور الكرائم

أقاسم لا تقذف بجيشك تبتغي ... بقومك والإسلام ما الله عالم

لنا من بناء الأولين بقية ... تلوذ بها أعراضنا والمحارم

أسائل نفسي إذا دلفت تريدها ... أأنت مع البانين أم أنت هادم

ليس جمال هذه الأبيات من قوة الحجة والجدل ولكنه من صدق العاطفة وسلامة الديباجة ولا يعجبني قوله: «في الشرق كله» إذ فيه كالتسليم بأن أوربا مركز الدنيا تنسب إليها الجهات. ويقولون الآن الشرق الأدنى والشرق الأوسط- الأدنى إلى ماذا والأوسط مماذا؟

وذكر صاحب كتاب شاعر العروبة والإسلام أن أحمد محرم رحمه الله كان له رأي حسن في «قاسم أمين» الرجل المصري على ما كان يأخذه عليه من قوله في تحرير المرأة وقد رثاه فذكر من ذلك في رثائه له، قال:

إذا رأى الرأي لم تنكص عزيمته ... خوف الملام ولم يقعد به اللدد

رمى الحجاب فلولا الله يمسكه ... لانشق أوخار أوخرت به العمد

قوله: «فلولا الله يمسكه» كأنه يشير به إلى قول المعري «فلولا الغمد يمسكه لسالاً» وذلك أن لولا بعدها غالبًا حذف الخبر كما ذكر ابن مالك.


(١) نفسه ١٧٤

<<  <  ج: ص:  >  >>