للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذهب إلى اسم قديم ادعاه لبلده هو «غانا» كما فر هيلاسلاسي من اسم الحبش إلى اسم «أثيوبيا» وكان هذا يطلقه اليونان القدماء لكبريائهم، ينبزون به سواد الواننا، على بلادنا دون بلاده وقبل أن «أثيوبيا» اشتقاقها من الطيب إذا كان يجلب من بلاد كوش وما وراءها، وفيه نظر، وكان يقال لبلادنا السودان الإنجليزي المصري بعد أن شارك الإنجليز أسرة محمد علي في إدارته وتولى أمره. وإنما كان اسم بلدنا سنار على اسم عاصمة السلطنة التي كانت قائمة على أمرها فيما بين ١٥٠٠ إلى ١٨٢١ م. وقيل إن الملك عمارة مؤسس سلطنة الفنج لقى فتاة اسمها سنار فتفاءل بحسن طلعتها فسمى بلدته باسمها ويجوز أن يكون الاسم اختزل من سنمار «أي القمر» ويجوز غير ذلك وكان قومنا يقال لهم السنارية وعلى ذلك رواق السنارية بالأزهر الشريف هذا ثم أخذ الشيخ رفاعة في ذم الناس والبلاد وبعض ما ذكره ملاحظات قيمة تدخل فيما يقال له الآن علوم الاجتماع أو «انثوبولوجيا»، قال: وليس هذا بموضع عتب عليه كما سأذكر من بعد إن شاء الله تعالى:

فلا تعجب إذا طبخوا خليطًا ... بمخ العظم مع صافي الرماد

أحسب هذا ما يسمى «ملاح المرس» وكان يصنع فيما بلغني من قصب يحرق وعظم يترك حينًا ثم يطبخ وهو طعام عام مسنت ولا يخفى أن الرماد يستعان به على هواء البطن

ولطخ الدهن في بدن وشعر ... كدهن الإبل من جرب القراد

أحسبه أصاب في الصدر وأخطأ في عجز البيت وبلاد السودان جنوب مصر حارة جافة ولأهلها بجفافها وعلاج ما ينشأ من ذلك من أثر على البشرة دراية وقد كان الصفار في جيل مضى والكبار لا يبيت أحدهم إلا بعد أن يمسح بزيت السمسم جسمه وكان البداة يضعون على رءوسهم الودك وكان للنساء خبرة بصناعة أدهان ذات طيب فائق من الودك بعد أن يسلأ ثم يخلط بالصندل والعطور الهندية ولا أشك أنه عطر النجاشي المذكور في السيرة وتمكن به عمرو بن العاص أن يشي بعمارة بن الوليد ويوقعه فيما وقع فيه من آبدة وكانت في وادي النيل عندنا حضارة لم يكلف رفاعة رحمه الله نفسه عناء تتبعها، ولا يلومنه على ذلك أحد لما كان من غيظه من شبه النفي الذي وقع ثم كأنه صادف عام وباء فدخل عليه مع الغيظ خوف شديد.

ويضرب بالسياط الزوج حتى ... يقال أخو بنات في الجلاد

<<  <  ج: ص:  >  >>