للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناد العبيد عبيد الشعر هل حصدوا ... إلا ندامة مداح وهجاء (١)

يلقى الربيع روايات وعنعنة ... عمياء تسأل في آثار عنقاء (٢)

هومير ينشد مسحورًا ملاحمه ... وينشدون مديح الإبل والشاء

من مغرب الشمس جاء الصبح منطلقًا ... يمسى مضيئًا وما يسعى لإمساء

يحيا به الناس أفراحًا سواسية ... كأسًا بكأس وإغراء بإغراء

يعبرون كما شاؤوا وما عرفوا ... متنا يعالج أدواء بأدواء

أتعرف الشرق كان الشرق في بلد ... قد استراح إلى يأس وإرجاء

خان الخضارة في صفين من بخلوا ... على ابن فاطمة الزهراء بالماء

أم أنت تسخر مني ليس في وتري ... إلا قوافل أوزان وضوضاء

هون عليك جزاك الله صالحة ... إن بت أتبع إقواء بإيطاء

أزريت بالشعر والفصحى مقدسة ... فاحمل علي وما يعدوك إزرائي (٣)

أما سمعت بعبدان العصا طربوا ... لما أخل عبيد الشيخ بالباء

أصابر اللوم أحيانًا وأغفره ... ولا أنام على هون وإغضاء

هاتوا ابن أحمد ترضيني حكومته ... إذا تملأ من نقلي وصهبائي (٤)

يطوى الموازين في بغداد منتجعًا ... باريس عالم إيقاع وأزياء

تنسيه صيحته في البئر قيدها ... في دفتر ندب الأطلال بكاء


(١) عبيد الشعر زهير والنابغة والحطيئة ومن تبع طريقتهم وله أيضًا دلالة عامة.
(٢) العنقاء طائر خرافي، ويشير الشاعر هنا إلى سؤال الشعراء الأطلال، يسألونها عن أمر مبهم مستحيل كالعنقاء.
(٣) لك أن تجعل والفصحى مقدسة جملة معترضة أو تعطف وتجعل مقدسة حالاً منصوبة وأزريت الضمير تاء الفاعل، أي احمل علي أيها المعتقد أني أسأت إلى الفصحى وتكون قد انتقمت لها ولم يقع الإزراء عليها ولكن عليك.
(٤) ابن أحمد عني به الخليل (١٦٠ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>