للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قال قائل (١): قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة، فعرفونا قولكم الذي به تقولون، وديانتكم التي بها تدينون.

قيل له: قولنا الذي به نقول وديانتنا التي بها ندين (٢)، التمسك بكتاب الله وسنة نبيه (٣) - صلى الله عليه وسلم - وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان عليه أحمد بن حنبل (٤) -نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته- قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون، لأنه الإِمام الفاضل، والرئيس الكامل، الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشكاكين، فرحمة الله عليه من إمام مقدم، وكبير مفهم، وعلى جميع أئمة المسلمين.

وجملة قولنا: إنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله، وما جاءه من عند الله، وما رواه الثقات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نرد من ذلك شيئًا.

وأن الله إله واحد فرد أحد صمد لا إله غيره (٥) لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا.

وأن محمدًا عبده ورسوله (٦).

وأن الجنة والنار حق.


(١) في الإبانة: فإن قال لنا قائل:. .
ولا زال الكلام لأبي الحسن الأشعري في "الإبانة" فيما نقله عنه ابن عساكر في "تبيين كذب المفتري"، والكلام متصل بما قبله فيهما، إلا أنه عنون له في الإبانة بـ "باب في إبانة قول أهل الحق والسنة".
(٢) في الإبانة، وتبيين كذب المفتري: التي ندين بها.
(٣) في الإبانة:. . بكتاب ربنا - عَزَّ وَجَلَّ - وبسنة نبينا. .
(٤) في الإبانة:. . وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمَّد بن حنبل.
(٥) في الإبانة: وإن الله - عَزَّ وَجَلَّ - إله واحد لا إله إلا هو فرد صمد لم يتخذ. .
(٦) في الإبانة: زيادة: "أرسله بالهدى ودين الحق. . ".

<<  <  ج: ص:  >  >>