للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما فعلتم في المجلس الأول (١)، وقلت للرسول: قد كان ذلك بحضوركم، أتريدون أن يمكروا (٢) كما مكروا [بي] (٣) في العام الماضي؟ هذا لا أجيب إليه، ولكن من زعم أني قلت قولًا باطلًا، فليكتب خطه بما أنكره من كلامي، ويذكر حجته، وأنا أكتب جوابي مع كلامه، ويعرض كلامي وكلامه على علماء الشرق والغرب، فقد قلت هذا بالشام، وأنا قائله هنا (٤)، وهذي عقيدتي (٥) التي بُحثت بالشام بحضرة قضاتها ومشايخها وعلمائها، وقد أرسل إليكم نائبكم النسخة التي قرئت، وأخبركم بصورة ما جرى، وإن كان قد وقع من التقصير في حقي والعدوان والإغضاء عن الخصوم ما قد علمه الله والمسلمون،


(١) راجع ملخص ما حصل للشيخ -رحمه الله- في هذا المجلس، في:
العقود الدرية -لابن عبد الهادي- ص: ٢٥٠ فما بعدها، البداية والنهاية -لابن كثير ١٤/ ٣٢.
(٢) في س، ط: "تمكروا".
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من: س.
(٤) هذا دليل على أن الرسالة كتبت في مصر ولم تكتب في الشام.
وقد جاء في العقود الدرية لابن عبد الهادي ص: ٢٠٣: "أنه في يوم الإثنين ثامن رجب من سنة خمس وسبعمائة طلب القضاة والفقهاء، وطلب الشيخ تقي الدين إلى القصر، إلى مجلس نائب السلطنة الأفرم، فاجتمعوا عنده وسأل الشيخ تقي الدين وحده عن عقيدته.
وقال له: هذا المجلس عقد لك، وقد ورد مرسوم السلطان: أن أسألك عن اعتقادك.
فأحضر الشيخ عقيدته الواسطية، وقال: هذه كتبتها من نحو سبع سنين، قبل مجيء التتار إلى الشام.
فقرئت في المجلس، وبحث فيها، وبقي مواضع أخرت إلى مجلس آخر ثم اجتمعوا يوم الجمعة بعد الصلاة ثاني عشر رجب المذكور وحضر المخالفون ومعهم الشيخ صفي الدين الهندي. . . ".
(٥) هي "العقيدة الواسطية"، التي دار الكلام حولها في المجلس الأول والثاني.
راجع: العقود الدرية -لابن عبد الهادي- ص: ٢٠٦ فما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>