للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الجهمية الممتحنين للناس، كابن أبي دؤاد (١) وأمثاله، لما (٢) ناظرهم من ناظرهم قدام الخلفاء، كالمعتصم (٣)، والواثق (٤)، فإنهم بينوا لهم أن القول الذي أوجبوه على الناس، وعاقبوا تاركه، وهو القول بخلق القرآن لم يقله النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أحد من خلفائه، وأصحابه، ولا أئمة المسلمين وعامتهم، ولا أمروا به، ولا عاقبوا عليه، ولو كان من الدين الذي يجب دعاء الخلق إليه وعقوبة تاركيه، لم يجز إهمالهم لذلك، وإن القائل (٥) لهذا القول، لو فرض أنه مصيب، لم يكن له أن يوجب على


= ضربًا بالسيف -رحمه الله- بعد تحريض من القاضي أحمد بن دؤاد الجهمي سنة ٢٣١ هـ، وعبد الرحمن بن إسحاق، ولقد ذكره الإِمام أحمد -رحمه الله- يومًا فقال: "ما كان أسخاه بنفسه لله، لقد جاد بنفسه له".
راجع: تاريخ الطبري ٨/ ٦٣٧، ٦٣٩، ٦٤٤ و ٩/ ١٣٥ - ١٣٩. ومناقب الإِمام أحمد -لابن الجوزي ص: ٣٨٥ فما بعدها. والبداية والنهاية -لابن كثير ١٠/ ٣٤٤ - ٣٤٦، ٣٧٤ - ٣٨١. وتاريخ بغداد -للخطيب البغدادي ٥/ ١٧٦ - ١٨٠.
(١) في جميع النسخ: "ابن أبي داود". وما أثبت هو الصواب، وقد تقدمت ترجمته ص: ١٨١.
(٢) في الأصل: "بما" وأثبت من: س، ط، المناسب لفهم المعنى.
(٣) المعتصم: تقدمت ترجمته ص: ١٨١.
(٤) هو: أبو جعفر الخليفة هارون الواثق بن محمَّد المعتصم بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور العباسي، هلك بعلة الاستسقاء سنة ٢٣٢ هـ وكان ممن أساء إلى أهل السنة -هو وأبوه المعتصم وعمه المأمون- وقرب أهل البدعة والضلال من المعتزلة وغيرهم، وامتحن الناس في خلق القرآن وكانت ولادته ببغداد سنة ١٩٦ هـ.
راجع: تاريخ بغداد -للخطيب البغدادي- ١٤/ ١٥ - ٢١. والكامل لابن الأثير ٧/ ٢٩ - ٣١. والبداية والنهاية لابن كثير ١٠/ ٢٤٧، ٢٤٩. وشذرات الذهب -لابن العماد ٢/ ٧٥ - ٧٧.
(٥) في الأصل: "القول" وقد أثبت ما يستقيم به المعنى من: س، ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>