للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشر (١) قولًا من اليهود والنصارى، قد اجتمعت (٢) اليهود والنصارى وأهل الأديان (على) (٣) أن الله تعالى على العرش، وقالوا: هم ليس على العرش (٤).

وروى البخاري (٥) عن وكيع بن الجراح، أنه قال: لا تستخفوا بقولهم: القرآن مخلوق، فإنه من شر قولهم، إنما يذهبون إلى التعطيل.

فهذا الذي ذكره الإِمام أحمد من مبدأ حال جهم إمام هؤلاء المتكلمين النفاة يبين ما ذكرته، فإنه لما ناظر (٦) من ناظره من المشركين السمنية من الهند، وجحدوا الإله، لكون الجهم لم يدركه شيء من حواسه، لا ببصره، ولا بسمعه، ولا بشمه، ولا بذوقه، ولا بحسه، كان مضمون هذا الكلام أن كل ما لا يحسه الإنسان بحواسه الخمس، فإنه ينكره ولا (٧) يقربه، فأجابهم الجهم: أنه قد يكون في الموجود ما لا يمكن إحساسه (٨) بشيء من هذه الحواس وهي الروح التي في العبد، وزعم أنها لا تختص بشيء من الأمكنة، وهذا الذي قاله هو قول الصابئية (٩) الفلاسفة المشائين (١٠).


(١) في جميع النسخ: "شر". والمثبت من: خلق أفعال العباد.
(٢) في س: "أجمعت".
(٣) "على" ساقطة من: الأصل، س. والمثبت من: ط.
(٤) في خلق أفعال العباد: ". . العرش من شيء".
(٥) في خلق أفعال العباد - ص: ٣٧ - عن أبي جعفر محمَّد بن عبد الله، حدثني محمَّد بن قدامة السلال الأنصاري قال: سمعت وكيعًا يقول. . .
(٦) في الأصل: "ناظره" والمثبت من: س، ط.
(٧) في الأصل: "أولًا". والمثبت من: س، ط.
(٨) في الأصل، س: "الإحساس". والمثبت من: ط. ولعله المناسب.
(٩) في ط: "الصابئة". وتقدم التعريف بها ص: ٢٢٢.
(١٠) المشائي: هو الأرسطي، سمي مشائيًّا؛ لأن أرسطو كان يعلم تلاميذه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>