للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حران (١) وهو معلم مروان بن محمَّد (٢)، ولهذا يقال له: الجعدي (٣)، وكانت حران إذ ذاك دار الصابئية (٤) الفلاسفة الباقين على ملة سلفهم أعداء إبراهيم الخليل، فإن إبراهيم (٥) كان منهم ودعاهم إلى الحنيفية، وكان من قصته ما ذكره الله في كتابه، والحجة التي ذكرها مشركوا الهند الباطلة، والجواب الذي أجاب به مبتدعة الصابئين، ومن اتبعهم من مبتدعة هذه الأمة باطل، وذلك أن قول القائل: ما لا يحس به (٦) العبد لا يُقِرُّ به أو ينكره.

إما أن يريد (٧) به أن كل أحد من العباد لا يقر إلّا بما أحسه هو بشيء من حواسه الخمس.

أو يريد به أنه لا يقر العبد إلا بما أحس به العباد في الجملة أو بما يمكن الإحساس به في الجملة.


(١) حران: مدينة عظيمة مشهورة على طريق الموصل والشام والروم، كانت منازل الصابئة، وهم الحرانيون الذين يذكرهم أصحاب كتب الملل والنحل، فتحت أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على يد عياض بن غنم، وينسب إليها جماعة من أهل العلم.
راجع: معجم البلدان -لياقوت الحموي- ٢/ ٢٣٤ - ٢٣٦.
(٢) هو: أبو عبد الملك مروان بن محمَّد بن مروان بن الحكم الأموي، آخر خلفاء بني أمية، يعرف بمروان الحمار لجرأته في الحروب واشتهر بمروان الجعدي، نسبة إلى مؤدبه الجعد بن درهم، ولد سنة ٧٢ هـ، ومات مقتولًا سنة ١٣٢ هـ.
راجع: سير أعلام النبلاء -للذهبي ٦/ ٧٤ - ٧٧. والبداية والنهاية لابن كثير - ١٠/ ٥٤ - ٥٦. والأعلام -للزركلي- ٨/ ٩٦ - ٩٧.
(٣) في س: "الجعد".
(٤) في ط: "الصابئة".
(٥) في س، ط: "إبراهيم الخليل".
(٦) في س: "له".
(٧) في الأصل: "إما أن يراد".
وفي ط: أو أن يريد". والمثبت من: س.

<<  <  ج: ص:  >  >>