(٢) روى التِّرمذيُّ عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: "يا جابر ما لي أراك منكسرًا؟! " قلت: يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد، وترك عيالًا ودينًا، قال: "أما أبشرك بما لقي الله به أباك؟ " قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: "ما كلم الله أحدًا قط إلّا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحًا- كفاحًا: أي: لقيه مواجهة. والمكافحة: مصادفة الوجه بالوجه مفاجأة. راجع: لسان العرب لابن منظور ٢/ ٥٧٣ (كفح) - فقال: يا عبدي تمنّ علي أعطك، قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرَّبُّ عزَّ وجلَّ: إنه قد سبق مني {أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ}، قال: وأنزلت هذه الآية {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا. . .} الآية. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلَّا من حديث موسى ابن إبراهيم. رواه عنه كبار أهل الحديث. راجع: سنن التِّرمذيِّ -كتاب التفسير- باب ومن سورة آل عمران- الحديث رقم ٣٠١٠. وسنن ابن ماجه -المقدمة- باب فيما أنكرت الجهمية- الحديث رقم ١٩٠ - كتاب الجهاد- باب فضل الشهادة في سيبل الله حديث رقم ٢٨٠٠.