للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغيوب، فهذه صفات وصف بها نفسه لا ترد ولا تدفع (١)، وهو على العرش بلا حد، كما قال تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (٢) كيف شاء، المشيئة إليه -عزَّ وجلَّ- والاستطاعة له، ليس كمثله شيء، وهو خالق كل شيء، وهو كما وصف نفسه سميع بصير بلا حد ولا تقدير، [وقال تعالى حكاية عنه] (٣) قول إبراهيم لأبيه: {لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ} (٤) فثبت أن الله سميع بصير، فصفاته منه لا نتعدى القرآن والحديث، والخبر بضحك الله (٥)، ولا نعلم كيف ذلك إلّا بتصديق الرسول


(١) في الأصل: لا نرد ولا ندفع. والمثبت من: س، ط.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٥٤.
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط. وبياض بقدر كلمة في الأصل. وبياض بقدر أربع كلمات في: س.
(٤) سورة مريم، الآية: ٤٢.
(٥) الأخبار الثابتة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في إثبات الضحك لله تعالى كثيرة، أذكر منها ما يروى عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد".
راجع: صحيح البخاري ٣/ ٢١٠ كتاب الجهاد- باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل.
ورواه مسلم في صحيحه ٣/ ١٥٠٤ كتاب الإمارة -باب بيان الرجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة. بلفظ قريب من لفظ البخاري وإثبات الضحك لله تعالى مذهب أهل الحق من غير كيف، بل يثبتون له هذه الصفة على الوجه الذي وردت به النصوص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير تكييف ولا تمثيل (ليس كمثله شيء).
يقول محمد بن الحسين الآجري، في كتابه "الشريعة ص: ٢٧٧ " تحت باب الإيمان بالله -عزَّ وجلَّ- يضحك:
"اعلموا -وفقنا الله وإياكم للرشاد من القول والعمل- أن أهل الحق يصفون الله عزَّ وجلَّ بما وصف به نفسه -عزَّ وجلَّ- وبما وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - وبما وصفه به الصحابة -رضي الله عنهم- وهذا مذهب العلماء ممن اتبع ولم يبتدع، ولا يقال فيه: كيف؟ بل التسليم له، والإيمان به: أن الله -عزَّ وجلَّ- =

<<  <  ج: ص:  >  >>