للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال البخاري (١): (وسئل عبد الله بن إدريس (٢) عن الصلاة خلف أهل البدع فقال: لم يزل في الناس إذا كان فيهم مرضي (٣) أو عدل فصلّ خلفه، قلت: فالجهمية؟ قال: لا هذه من المقاتل، هؤلاء لا يصلى خلفهم، ولا يناكحون، وعليهم التوبة.

وسئل حفص بن غياث (٤)، فقال فيهم ما قال ابن إدريس، قيل: فالجهمية؟ قال: لا (٥) أعرفهم (٦)، قيل له: قوم يقولون القرآن مخلوق، قال: لا جزاك الله خيرًا (٧)، أوردت على قلبي شيئًا لم يسمع به قط. قلت: فإنهم (٨) يقولونه، قال: هؤلاء لا يناكحون ولا تجُوز شهادتهم.


(١) في خلق أفعال العباد ص: ٣٩.
(٢) هو: أبو محمد عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي، وثقه الأئمة، وحدث عنه الإمام مالك وابن المبارك وغيرهما. توفي سنة ١٩٢ هـ. قال عنه الإمام أحمد: كان ابن إدريس نسيج وحده.
وقال أبو حاتم: هو إمام من أئمة المسلمين حجة.
راجع: تذكرة الحفاظ -للذهبي- ١/ ٢٨٢ - ٢٨٤. والوافي بالوفيات - للصفدي - ١٧/ ٦٤ - ٦٥. وتهذيب التهذيب -لابن حجر- ٥/ ١٤٤ - ١٤٦.
(٣) في خلق أفعال العباد: مرض.
(٤) هو: أبو عمر حفص بن غياث بن طلق النخعي الكوفي، أحد الأئمة الثقات، ولي قضاء الجانب الشرقي ببغداد، ثم بعث على قضاء الكوفة، روى عنه الإمام أحمد ويحيى بن معين وغيرهما. قال البغدادي: كان حفص كثير الحديث حافظًا له ثبتًا فيه. توفي سنة ١٩٤ هـ.
راجع: تاريخ بغداد - للبغدادي - ٨/ ١٨٨ - ٢٠٠. وميزان الاعتدال -للذهبي - ١/ ٥٦٧. والوافي بالوفيات - للصفدي - ١٣/ ٩٨، ٩٩.
(٥) لا: ساقطة من: س.
(٦) ورد في خلق أفعال العباد: ". . . ما قال ابن إدريس في قتل الجهمية، وقال لا أعرفه. .
(٧) في الأصل: خير. والمثبت من: س، ط، وخلق أفعال العباد.
(٨) في خلق أفعال العباد: فقلت: إنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>