للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال (١): وجواب آخر: وهو أنه لو جاز أن يحمل قوله: أبدى عن بعضه على بعض آياته لوجب (٢) أن يحمل قوله: وإذا أراد أن يدمر على قوم (٣) تجلى لها على جميع آياته، ومعلوم أنه لم يدمر قرية بجميع آياته، لأنه قد أهلك بلادًا، كل بلد بغير ما أهلك به الآخر (٤).

وكذلك قال الإمام أحمد: فيما خرجه (٥) في الرد على الجهمية (٦) لما ذكر قول (٧) جهم قال: (فتأول القرآن على غير تأويله، وكذب بأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وزعم أن من وصف من الله شيئًا (٨) مما يصف به نفسه في كتابه، أو حدث عنه رسوله كان كافرًا).

فبين أحمد -في كلامه- أن من الله ما يوصف، وأنه يوصف بذلك فذلك موصوف والرب موصوف به، وأنه يوصف بذلك (٩)، وهذا كلام سديد فإن الله في كلامه وصف ما وصف من علمه وكلامه وخلقه بيده (١٠) وغير ذلك، وهو موصوف بهذه المعاني التي وصفها، ولذلك سميت صفات، فإن الصفة أصلها وصفه، مثل جهة أصلها وجهه، وعدة وزنة أصلها وعده ووزنه، وهذا المثال (١١) وهو فعله قد يكون في الأصل مصدرًا كالعدة والوعد، فكذلك الصفة والوصف، وقد يكون بمعنى


(١) القائل القاضي أبو يعلى في المصدر السابق. والكلام متصل.
(٢) في الأصل: كما لو وجب. والمثبت من: س، ط، والتأويلات.
(٣) على قوم: ساقطة من إبطال التأويلات.
(٤) في الأصل: الأخرى. والمثبت من: س، ط، وإبطال التأويلات.
(٥) في ط: أخرجه.
(٦) الرد على الجهمية والزنادقة. ص: ١٠٤.
(٧) في الأصل: قوم. والمثبت من: س، ط.
(٨) في الرد على الجهمية. .: وصف الله بشيء.
(٩) وإنه يوصف بذلك: ساقطة من: س، ط.
(١٠) في س، ط: بيديه.
(١١) يعني: المعتل الأول كوعده ووزنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>