للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو الخالق المكون (١) غير مخلوق، وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مفعول مخلوق مكون).

ولا ريب أن هذا القول الذي عليه [أهل] (٢) السنة والجماعة هو الحق، فإن ما ذكر من الحجة أن العالم القادر المتكلم المريد لا يكون إلّا بأن يقوم به العلم والقدرة والكلام والإرادة، وهو (٣) بعينه يقال في الخالق والفاعل، فإنه من المعلوم ببدائه (٤) العقول وضرورتها أن الصانع الفاعل لا يكون صانعًا فاعلًا إلّا أن يقوم به ما يكون به فاعلًا [صانعًا، ولا يسمى الفاعل فاعلًا] (٥) كالضارب والقاتل والمحسن والمطعم، وغير ذلك إلّا إذا قام به الفعل الذي يستحق به الاسم، ولكن الجهمية نفت هذا كله، وفروخهم وافقتهم في البعض دون البعض.

وأما أهل الإثبات فباقون على الفطرة، كما وردت به الشريعة، وكما جاء به الكتاب والسنة، فإن الله وصف نفسه في غير موضع بأفعاله، كما وصف نفسه بالعلم والقدرة والكلام، ومن ذلك المجيء والإتيان والنزول والاستواء، ونحو ذلك من أفعاله، لكن (٦) هنا أخبر بأفعاله، وهناك ذكر أسماءه المتضمنة للأفعال.

ولم يفرق السلف الأئمة بين أسماء الأفعال وأسماء الكلام، كما في صحيح البخاري (٧)، عن سعيد بن جبير أن رجلًا سأل ابن عباس قال: إني أجد في القرآن أشياء تختلف عليّ، فذكر مسائله، ومنها


(١) في صحيح البخاري: وهو الخالق وهو المكون. .
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٣) في س، ط: هو.
(٤) في الأصل، ط: ببداية. والمثبت من: س.
(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٦) في ط: ولكن.
(٧) تقدم تخريجه ص: ٣٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>