للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القائلين: بأنه ليس إلّا الحروف والأصوات أن (١) معنى قول السلف: القرآن كلام الله غير مخلوق، أنه صفة قديمة قائمة بذاته لا يتعلق بمشيئته واختياره وإرادته وقدرته، وهذا اعتقدوه في جميع الأمور المضافة إلى الله أنها [إما] (٢) أن تكون مخلوقة منفصلة عن الله، وإما أن تكون قديمة غير متعلقة بمشيئته وإرادته وقدرته (٣).

ومنعوا أن يقال: إنه يتكلم إذا شاء، أو يتكلم بما شاء (٤)، أو إنه لم يزل متكلمًا إذا شاء، أو أنه قادر على الكلام أو التكلم، أو إنه يستطيع أن يتكلم بشيء دون شيء، أو إنه إن (٥) شاء تكلم، وإن شاء سكت أو إنه يقدر على الكلام والسكوت.

كما يمتنع أن يقال: إنه يحيى إذا شاء، أو إنه يقدر على أن يحيى وعلى أن لا يحيى (٦)، إذ (٧) الحياة صفة لازمة لذاته يمتنع أن يكون إلّا حيًّا قيومًا- سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.

فاعتقد هؤلاء في الكلام والإرادة والمحبة والبغض والرضا والسخط والإتيان والمجيء والاستواء على العرش والفرح والضحك مثل الحياة.

وأول من أظهر هذا القول من الموافقين لأهل السنة في الأصول الكبار (٨) هو عبد الله بن سعيد بن كلاب، وهذا مقتضى ما ذكره الأشعري


(١) في س: أنه.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٣) في س، ط: وقدرته وإرادته.
(٤) أو يتكلم بما شاء: ساقطة من: ط.
(٥) في الأصل: إذا. والمثبت من: س، ط.
(٦) في الأصل: أن يجي. والمثبت من: س، ط.
(٧) في س، ط: إن.
(٨) في الأصل: الكبائر. وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>