(١) ظاهر هذا الكلام التفريق بين الإيمان والإسلام، وهذا أحد الأقوال في هذه المسألة، وممن قال به الحسن البصري وابن سيرين وإبراهيم النخعي وأبو جعفر الباقر وغيرهم. انظر: لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية للسفاريني ١/ ٤٢٦. وبه قال جمهور الأشاعرة من المتكلمين. انظر: العقيدة النظامية -للجويني- ص: ٦٣. وشرح جوهرة التوحيد -للقاني - ص: ٦١، ٦٠. والقول الثاني: إن الإسلام والإيمان مترادفان وأنهما اسمان لمسمى واحد، وبه قال جماعة من السلف -رحمهم الله- منهم الإمام البخاري، والمزني، وأبو محمد البغوي، ومحمد بن نصر المروزي. انظر: فتح الباري -لابن حجر- ١/ ١٠٥. والإيمان -لابن تيمية - ص: ٣١٠، ٣١٤، ٣٢٠. وبه قالت المعتزلة وبعض الأشاعرة من المتكلمين. انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار- ص: ٧٠٥، ٧٠٦. ومتشابه القرآن -للقاضي عبد الجبار- ص: ١٤٩، ١٥٠. وشرح جوهرة التوحيد -للقاني- ص: ٦١، ٦٠. والقول الثالث: أن بين الإسلام والإيمان تلازمًا مع افتراق اسميهما فإذا اجتمعا افترقا فيكون الإيمان هو الأعمال الباطنة كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ويكون الإسلام الأعمال الظاهرة كإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. وإذا افترقا اجتمعا، فإذا ذكر أحدهما دخل فيه الآخر، فإذا ذكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام ليصبح الإيمان هو مجموع ما تقدم من أعمال باطنة وظاهرة، وكذا إذا ذكر الإسلام وحده دخل فيه الإيمان فيصبح الإسلام هو مجموع ما تقدم -أيضًا-. وإلى هذا القول كان يذهب شيخ الإسلام ابن تيمية. انظر: الإيمان -لابن تيمية- ص: ١٣١٣. وجامع العلوم والحكم -لابن رجب- ص: ٢٦. وفتح الباري -لابن حجر- ١/ ١٠٥. وشرح الطحاوية لصدر الدين الحنفي- ص: ٣٩٣، ٣٩٤. وهذا القول (القول الثالث) -في نظري- هو أرجح الأقوال المتقدمة فهو رأي وسط بين الرأيين =