للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشهورة (١)، وقال لابن أبي دواد: يا أحمد أرأيت مقالتك هذه التي (٢) تدعو الناس إليها، هل هي داخلة في عقد الدين لا يتم الدين إلّا بها؟ وهل علمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم - وهل أمر بها؟ وهل وسعه و (٣) وسع خلفاءه السكوت عنها؟ فكانت هذه الحجج كلها تبين أن هذا القول لو كان من الدين لوجب بيانه، وعدم ذلك مع قيام المقتضى له دليل على أنَّه ليس من الدين وإذا لم يكن من الدين كان باطلًا، لأن الدين لا بد فيه من أحد (٤) أمرين: إما أن يكون الله - تعالى - تكلم بالقرآن وبسائر (٥) كلامه، وإما أن يكون خلقه في غيره لا يحتمل الأمر وجهًا ثالثًا (٦)، فإذا بطل أن يكون خلقه في غيره من الدين، تعين (٧) أن يكون القول الآخر من الدين، وهو أنَّه هو المتكلم به، فمنه بدأ، ومنه يعود، ومنه حق القول، ومن لدنه نزل ولو كان مخلوقًا (٨) في جسم غيره، لكان بمثابة ما يخلق في الأيدي والأرجل والذراع والصخر [وغير ذلك من الأجسام] (٩) فإنه وإن كان منه، أي: من خلقه فليس من لدنه، ولا هو قولًا منه، ولا بدأ (١٠) منه.


(١) القصة ذكرها الخطيب البغدادي في تاريخه ٤/ ١٥١، ١٥٢، ١٠/ ٧٥ - ٧٩.
وابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد ص: ٤٣١ - ٤٣٧.
(٢) في س، ط: الَّذي.
(٣) "و": ساقطة من: س.
(٤) في س: إحدى.
(٥) في س: وسائر.
(٦) في س: ثابتًا.
(٧) في س: يقين.
(٨) في س: مخلوق. وهو خطأ.
(٩) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(١٠) في الأصل: بداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>