للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصافحه فكأنما بايع ربه) (١)، أو كما قال، ونحو ذلك.

فهنا اللفظ (٢) فيه تجوز، وإن كان قد ظهر من اللفظ مراد صاحبه، وهو محمول على هذا الظاهر في استعمال هذا المتكلم، لا على الظاهر في الوضع الأول، وكل من سمع هذا القول عدم المراد به وسبق ذلك إلى ذهنه، بل أحال إرادة المعنى الأول، وهذا يوجب أن يكون نصًّا لا محتملًا، وليس حمل اللفظ على هذا المعنى من التأويل الذي هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح في شيء، وهذا أحد مثارات غلط الغالطين في هذا الباب، حيث يتوهم أن المعنى المفهوم من هذا اللفظ مخالف للظاهر، وأن اللفظ يؤول.

النوع الثاني: -من الألفاظ- ما في معناه إضافة، إما بأن يكون المعنى إضافة محضة، كالعلو والسفول وفوق وتحت، ونحو ذلك، أو [أن] (٣) يكون معنى ثبوتيًّا فيه إضافة، كالعلم والحب والقدرة والعجز والسمع والبصر، فإذا النوع من الألفاظ لا يمكن أن يوجد له معنى مفرد بحسب بعض موارده لوجهين:

أحدهما: [أنه] (٤) لم يستعمل مفردًا قط.

والثاني: أن ذلك يلزم منه الاشتراك أو المجاز، بل يجعل حقيقته (٥) في القدر المشترك بين موارده.


(١) هذا الأثر يروى بألفاظ متعددة عن ابن عباس وغيره.
وراجعه في: المصنف -لعبد الرزاق الصنعاني- ٥/ ٣٩.
وإتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين -للزبيدي- ٤/ ٤٥١. وكشف الخفاء ومزيل الإلباس - للعجلوني ١/ ٤١٧.
(٢) في الأصل: اللفظة. ولا يستقيم المعنى بها. والمثبت من: س، ط، والمجموع.
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والمجموع.
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والمجموع.
(٥) في س، ط: حقيقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>