للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْأَمْرُ} (١) ففرق بين الخلق والأمر. قال أبو عبد الله: فالقرآن من علم الله، ألا تراه يقول: {عَلَّمَ الْقُرْآنَ} (٢) والقرآن فيه (٣) أسماء الله -عز وجل- أي شيء يقولون؟ لا يقولون: أسماء (٤) الله غير مخلوقة، ومن زعم أن أسماء الله مخلوقة فقد كفر، لم يزل الله -تعالى- قديرًا عليمًا عزيزًا حكيمًا سميعًا بصيرًا، لسنا نشك أن أسماء الله ليست بمخلوقة، ولسنا نشك أن علم الله ليس بمخلوق وهو كلام الله ولم يزل الله متكلمًا.

ثم قال أبو عبد الله: وأي أمر (٥) أبين من هذا، وأي كفر أكفر من هذا، إذا (٦) زعموا أن القرآن مخلوق فقد زعموا أن أسماء الله مخلوقة [وأن علم الله مخلوق] (٧)، ولكن الناس يتهادنون بهذا ويقولون، إنما يقولون (٨): القرآن مخلوق [فيتهاونون به ويظنون أنه هين ولا يدرون ما فيه من الكفر] (٩).

قال: وأنا أكره أن أبوح بهذا (١٠) لكل أحد، وهم يسألونني فأقول إني أكره الكلام في هذا، فيبلغني أنهم يدعون علي أني أمسك.


(١) سورة الأعراف، الآية ٥٤.
(٢) سورة الرحمن، الآية: ٢.
(٣) فيه: ساقطة من: س.
(٤) في السنة: أن أسماء.
(٥) في السنة: كفر.
(٦) في الأصل: إذ. والمثبت من: س، ط، والسنة. وسوف ترد بعد قليل في تعليق الشيخ على كلام الإِمام أحمد.
(٧) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والسنة.
(٨) في السنة: نقولون.
(٩) ما بين المعقوفتين ساقط من: س.
(١٠) في جميع النسخ: بها. والمثبت من: السنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>