للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه (١) تعالى يصح منه إيجاد الحروف والأصوات، أما في الوقوع فذلك عندنا (٢) غير ممكن؛ لأنه تعالى موجد لجميع أفعال العباد، ومنها هذه الحروف والأصوات، فكيف يمكننا إنكار كونه موجدًا لها على مذهبهم وهم يثبتون (٣) ذلك بالسمع.

ومعلوم أن الجزم بوقوع الجائزات التي لا تكون محسوسة لا يستفاد إلا من السمع، فإذا كان المعنى بكونه متكلمًا عندهم أنه (٤) خلق هذه الحروف والأصوات، ولم يثبتوا له من كونه تعالى خالقًا صفة (٥) أو حالة أو حكمًا (٦) أزيد من كونه خالقًا لها، فقد (٧) تعين أنه لا يمكن منازعتهم في ذلك ثبت أنه لا نزاع بيننا وبينهم من جهة (٨) المعنى في كونه متكلمًا بالتفسير الذي قالوه.

وأما النزاع من جهة اللفظ فهو أن يقال: لا نسلم أن لفظة (٩) المتكلم في اللغة موضوعة لموجد الكلام، والناس قد أطنبوا من الجانبين في هذا المقام، وليس ذلك (١٠) مما يستحق الإطناب، لأنه بحث لغوي


(١) في نهاية العقول: أن الله.
(٢) عندنا: ساقطة من: نهاية العقول.
(٣) في نهاية العقول: وأما على مذهبهم فهم يثبتون. . . .
(٤) في الأصل، س: إلا أنه. ولا يستقيم المعنى بذلك. وقد وردت العبارة في نهاية العقول: "وإذا كان لا معنى لكونه متكلمًا عندهم إلا أنه. . " والمثبت من: ط.
(٥) في نهاية العقول: ولم يثبتوا له تعالى من كونه خالقًا لها صفة. .
(٦) في س، ط: وحكمًا.
(٧) في نهاية العقول: وقد.
(٨) في نهاية العقول: من حيث.
(٩) في نهاية العقول: لفظ.
(١٠) في نهاية العقول: هو.

<<  <  ج: ص:  >  >>