للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأيضًا فلو كان ذلك كلام الله (١) تعالى لزم أن يكون الله تعالى متكلمًا بقوله {ائْتِيَا طَوْعًا} وذلك باطل وخطأ (٢).

ورابعها: أنه تعالى خلق الكلام في الذراع التي أكلها النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: لا تأكل مني فإني مسمومة (٣)، وذلك باطل، وأقوى ما تمسك به المعتزلة أن العرب يقولون: تكلم الجني على لسان المصروع، فأضافوا الكلام القائم بالمصروع إلى الجني، لاعتقادهم كون الجني فاعلًا له، فلولا اعتقادهم أن المتكلم هو الفاعل للكلام وإلا لما صح ذلك.

والجواب عنه يحتمل أن يكون ذلك مجازًا، وإن (٤) كان حقيقة فربما كان مرادهم أن ذلك الكلام هو كلام الجني حال كونه قريبًا من لسان المصروع، فإذا القدر كاف من (٥) البحث اللغوي الخالي عن الفوائد العقلية فإذا هو البحث عن كونه متكلمًا على مذهب المعتزلة.

فأما (٦) على مذهبنا، فنحن نثبت لله تعالى كلامًا مغايرًا لهذه الحروف والأصوات، وندعي قدم ذلك الكلام، وللمعتزلة فيه (٧) ثلاث مقامات:

الأول: مطالبتهم إيانا بإفادة تصور ماهية هذا الكلام.

الثاني: المطالبة بإقامة الدلالة على اتصافه تعالى بها.

الثالث: المطالبة بإقامة الدلالة على كونه قديمًا، فثبت أن الخلاف


(١) في نهاية العقول: كلامًا لله.
(٢) خطأ: ساقطة من: نهاية العقول.
(٣) في نهاية العقول: مسموم. وقد تقدم تخريجه ص: ٢٨٢.
(٤) في نهاية العقول: أو إن. .
(٥) في نهاية العقول: عن.
(٦) في نهاية العقول: وأما.
(٧) في نهاية العقول: معنا فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>