للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعلمون أن ذلك مفترى عليه بالضرورة، كما يعلمون ذلك في أشياء كثيرة من الموضوعات عليه، ويكفي أن نقل ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يوجد في شيء من كتب الحديث، ولا في شيء من كتب المسلمين أصلًا بإسناد معروف، بل الذي رووه في كتب أهل الحديث بالإسناد المعروف عن ابن عباس أنَّه أنكر على من قال ذلك.

فروي من [غير] (١) وجه عن عمران بن حدير (٢) عن عكرمة قال: "صليت مع ابن عباس على رجل، فلما دفن قام رجل فقال: يا رب القرآن اغفر له، فوثب إليه ابن عباس فقال: مه إن القرآن منه".

وفي رواية: "القرآن كلام الله ليس بمربوب، منه خرج وإليه يعود" (٣).

فهذا الأثر المأثور عن ابن عباس هو ضد ما رووه، وأمَّا ما رووه فلا يؤثر لا عن النَّبيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم - ولا عن أحد من الصّحابة ولا التّابعين أصلًا.

وكذلك الحديث الآخر: "ما خلق (٤) الله من سماء ولا أرض" فإن هذا لا يؤثر عن -النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أصلًا، ولكن يؤثر عن ابن مسعود نفسه (٥).


(١) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٢) في جميع النسخ: جدير. وهو خطأ. وتقدم التعريف به.
(٣) سبق تخريجه ص: ٢٩٤، ٣٦٥.
(٤) في س، ط: وهو قوله ما خلق. .
(٥) أخرجه البُخاريّ في خلق أفعال العباد بلفظ آخر سوف يذكره الشَّيخ -رحمه الله- بعد عدة أسطر.
وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص: ٢٨٨. وأبو عبد الله الجوزقاني في الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير ٢/ ٢٩٥، ٢٩٦، ٢٩٧. والسيوطي في الدر المنثور ٢/ ٧. وكلهم بلفظ: "ما من سماء. . . ".
وقد أخرج السيوطي في المصدر السابق ص: ٨: عن ابن الضريس ومحمد بن نصر والهراوي في فضائله عن ابن عباس قال: ما خلق الله من سماء ولا أرض ولا سهل ولا جبل أعظم من سورة البقرة، وأعظم آية فيها آية الكرسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>