للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ثبت عن ابن مسعود بنقل العدول أنَّه قال: من حلف بالقرآن فعليه بكلِّ آية يمين، ومن كفر بحرف منه فقد كفر به أجمع" (١).

وقد اتفق المسلمون على أن الكفارة لا تجب بما يخلقه في الأجسام، فعلم أن القرآن كان عند ابن مسعود صفة لله، لا مخلوقًا له، وأن معنى ذلك الأثر أنَّه ليس في الموجودات المخلوقة ما هو أفضل من آية الكرسي، لا أنها (٢) هي مخلوقة، كما يقال: الله أكبر من كل شيء، وإن كان ذلك الكبير مخلوقًا، والله تعالى ليس بمخلوق، وبذلك فسر الأئمة قول ابن مسعود.

ذكر الخلال في كتاب السنة (٣)، عن سفيان ابن عيينة أنَّه ذكر هذا الحديث الذي يروى = ما خلق الله من سماء ولا أرض ولا جبل أعظم من آية الكرسي، قال (٤): فقال ابن عيينة (٥) هو هكذا: "ما خلق الله من شيء إلَّا وآية الكرسي أعظم ممَّا خلق".


= وسوف يبين الشَّيخ في مناقشته القريبة المراد من هذا الأثر.
وانظر: الأسماء والصفات -للبيهقي- ص: ٢٨٨.
(١) تقدم تخريجه ص: ٢٩٢.
(٢) في ط: لأنها. وهو خطأ كبير يحيل المعنى.
(٣) لم أجد هذا النقل، وكذا ما بعده في السنة للخلال، ولعل هذه النقول في بقية الكتاب المخطوط الذي لم يقع تحت يدي.
وكلام ابن عيينة أورده التِّرمذيُّ في سننه ٥/ ١٦١ كتاب فضائل القرآن -باب ما جاء في سورة آل عمران- رقم ٢٨٨٤ بلفظ: "حدَّثنا محمد بن إسماعيل قال: حدَّثنا الحميدي، حدَّثنا سفيان بن عيينة في تفسير حديث عبد الله بن مسعود قال: ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي، قال سفيان: لأنَّ آية الكرسي هي كلام الله وكلام الله أعظم من خلق الله من السماء والأرض.
(٤) قال: ساقطة من: س، ط.
(٥) في س: عينه. وهو خطأ وتقدم التعريف به.

<<  <  ج: ص:  >  >>