للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الخلال عن أبي عبيد قال: وقد قال رجل (١): ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي، أفليس يدلك على أن هذا مخلوق.

قال أبو عبيد: إنَّما قال: ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي، فأخبر الله أن السماء والأرض أعظم من خلق، وأخبر أن آية الكرسي التي هي من صفاته أعظم من هذا العظيم المخلوق.

وروى عن أحمد بن القاسم قال: قال أبو عبد الله: هذا الحديث ما خلق الله من سماء ولا أرض ولا كذا أعظم فقلت لهم: إن الخلق ها هنا وقع على السماء والأرض، وهذه الأشياء لا على القرآن، لأنَّه قال: ما خلق الله من سماء ولا أرض، فلم يذكر خلق القرآن ها هنا.

وقال البُخاريّ في كتاب خلق الأفعال (٢): "وقال الحميدي، ثنا سفيان، ثنا حصين، عن مسلم بن صبيح، عن شتير بن شكل (٣)، عن عبد الله (٤)، قال: ما خلق الله من أرض ولا سماء ولا جنة ولا نار أعظم من {اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (٥).


(١) في س: زحل. وهو خطأ.
(٢) خلق أفعال العباد -للبخاري- ص: ٣٣، ٣٤.
(٣) في س: تستير. وفي ط: تستر.
هو: أبو عيسى شتير بن شكل بن حميد العبسي الكوفيِّ، روي له مسلم والأربعة، وثقه النَّسائيّ وغيره، توفي في حدود التسعين للهجرة.
راجع: الجرح والتعديل -لابن أبي حاتم- ٢/ ١ / ٣٨٧ ت: ١٦٨٨.
وتهذيب التهذيب -لابن حجر- ٤/ ٣١١، ٣١٢. والوافي بالوفيات -للصفدي- ١٦/ ١١٢.
(٤) هو عبد الله بن مسعود، وقد أخرج هذا الأثر عنه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٧.
(٥) سورة البقرة، الآية: ٢٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>