للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلازما، ولهذا يستعمل (١) صيغة الخبر في الطّلب كثيرًا، كما يستعمل (١) في الدعاء في باب غفر الله لفلان، ويغفر الله له، وفي الأمر مثل (٢): {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ} (٣) وذلك أكثر من استعمال صيغة الطّلب في الخبر المحض، كما قد قيل -إن كان من هذا الباب- في قوله: {قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا} (٤) و"إذا لم تستح فاصنع ما شئت" (٥)، وذلك لأنَّ المعنيين متلازمان في الأمر العام، فإذا استعمل صيغة الخبر في الطّلب فإنَّما استعمله (٦) في لازمه، وجعل اللازم لقوة الطلب له والإرادة كأنه موجود محقق مخبر عنه، فكان هذا طلبًا مؤكدًا ولهذا يكثر ذلك في الدعاء الذي يجتهد فيه الداعي، وهذا أحسن الكلام (٧).

أما إذا استعمل صيغة الخبر في الأمر المحض، فالأمر فيه الطّلب المستلزم للعلم الذي هو بمعنى الخبر، فإذا لم يفد إلَّا معنى الخبر فإنَّه يكون قد سلب معناه الذي هو الطّلب ونقض ذلك ولم يبق فيه شيء من معناه، وذلك لأنَّ العلم الذي يستلزم الطّلب والإرادة هو تصور


(١) في ط: تستعمل. في الموضعين.
(٢) في س، ط: ومثل.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢٢٨.
(٤) سورة مريم، الآية: ٧٥. قل: ساقطة من: س، ط.
(٥) جزء من حديث يروى عن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن ممَّا أدرك النَّاس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت".
صحيح البُخاريّ ٧/ ١٠٠ كتاب الأدب- باب رقم ٧٨.
وورد بلفظ: ". . . إذا لم تستح فافعل ما شئت" عن أبي مسعود.
صحيح البُخاريّ ٤/ ١٥٢ كتاب الأنبياء- الباب رقم ٥٤. وسنن أبي داود ٥/ ١٤٨ - كتاب الأدب- باب في الحياء- الحديث / ٤٧٩٧ ومسند الإمام أحمد ٥/ ٢٧٣.
(٦) في س، ط: استعمل.
(٧) في س، ط: حسن في الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>