للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يستحق به المكلف اسم الإيمان في الشريعة أوصاف كثيرة، وعقائد مختلفة، وإن اختلفوا فيها على تفصيل ذكرناه، واختلفوا في إضافة ما لا يدخل في جملة التصديق إليه لصحة الاسم، فمنها ترك قتل الرسول، وترك إيذائه (١)، وترك تعظيم الأصنام، فهذا من المتروك، ومن الأفعال نصرة الرسول والذب عنه، فقالوا: إن جميعه مضاف (٢) إلى التصديق شرعًا، وقال آخرون إنه من الكبائر، لا يخرج المرء بالمخالفة فيه عن الإيمان.

قال النيسابوري (٣): "هذه جملة كلام مشايخنا في ذلك، قال (٤): وذهب أهل الأثر إلى أن الإيمان جميع الطاعات فرضها ونفلها، وعبروا عنه بأنه إتيان ما أمر الله به فرضًا ونفلًا، والانتهاء عما نهى (٥) عنه تحريمًا وإذنًا (٦)، وبهذا كان يقول أبو علي الثقفي (٧)،


= الأسماء والصفات: اتفقوا. . . ".
وكتاب الأسماء والصفات لم تذكره المصادر التي عرفت بأبي إسحاق ومؤلفاته -وتقدم ذكر بعضها- وإنما أشارت إلى أن له مؤلفات كثيرة يصعب حصرها منها: الجامع في أصول الدين، والرد على الملحدين في خمس مجلدات.
ولعل هذا المصنف والذي قبله ذكرا ضمن هذا الجامع. والله أعلم.
(١) في جميع النسخ: تعظيمه، والمثبت من الإيمان، ولعله المناسب للسياق.
(٢) في الإيمان: وقالوا: إن جميعه يضاف. .
(٣) في شرح الإرشاد -للجويني، وراجعه في كتاب "الإيمان" لابن تيمية- ص: ١٢١. مع اختلاف في بعض الألفاظ.
(٤) القائل: النيسابوري.
(٥) نهى: ساقطة من: س.
(٦) كذا في جميع النسخ، ولعل الصواب: "وأدبًا" كما وردت اللفظة في كتاب الإيمان لابن تيمية، وأشار ناشر الكتاب إلى أن الكلمة وردت بلفظ "إذنًا" في كتاب الإيمان طبع الهند سنة ١٣١١ هـ، والتي اعتمد عليها في نشر الكتاب لمقابلتها على نسخة خطية في نجد.
(٧) هو: أبو علي محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن الثقفي النيسابوري، الفقيه =

<<  <  ج: ص:  >  >>