للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعمري، حدثنا محمد بن بكار العبسي، ثنا عبد العزيز الرقاشي، سمعت يونس بن عبيد يقول: فتنة المعتزلة على هذه الأمة أشد من فتنة الأزارقة، لأنهم يزعمون أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضلوا، وأنهم لا تجوز شهادتهم بما أحدثوا (١)، ويكذبون بالشفاعة (٢) والحوض (٣)،


(١) في الحلية: لما أحدثوا من البدع.
(٢) السلف -رحمهم الله - يثبتون الشفاعة يوم القيامة لتواتر الأدلة في إثباتها، وهي أنواع ذكرها بأدلتها ابن كثير -رحمه الله- في النهاية ٢/ ٢٦٨ - ٣٤٢.
وقد استقصى العلماء أدلة ثبوت الشفاعة بطرقها. راجع مثلًا: التوحيد -لابن خزيمة- ص: ٢٤١ - ٣٢٧. والسنة -لابن أبي عاصم- ٢/ ٣٦٤ - ٤٠٠.
والشريعة -للآجري- ص: ٣٢١ - ٣٥٢.
وقد أنكر المعتزلة بعض أنواع الشفاعة وكذبوا بها كما هو مدون في كثبهم.
انظر مثلًا: شرح الأصول -للقاضي عبد الجبار ص: ٦٨٧ - ٦٩٣.
(٣) وكما أثبت السلف -رحمهم الله- الشفاعة أثبتوا الحوض الَّذي أكرم الله به نبيه - صلى الله عليه وسلم - في عرصات القيامة.
يقول صدر الدين الحفني في "شرح الطحاوية" ص: ٢٥١ - بعد ذكره لبعض الأحاديث الواردة في الحوض، وإشارته إلى أنها تبلغ حد التواتر: "والذي يتلخص من الأحاديث الواردة في صفة الحوض: أنَّه حوض عظيم، ومورد كريم، يمد من شراب الجنّة من نهر الكوثر الَّذي هو أشد بياضًا من اللبن، وأبرد من الثلج، وأحلى من العسل، وأطيب ريحًا من المسك، وهو في غاية الاتساع عرضه وطوله سواء، كل زاوية من زواياه مسيرة شهر.
وفي بعض الأحاديث: أنَّه كلما شرب منه وهو في زيادة واتساع وأنه ينبت في خلاله من المسك والرضراض من اللؤلؤ وقضبان الذهب، ويثمر ألوان الجواهر فسبحان الخالق الَّذي لا يعجزه شيء".
قال: وقد ورد في أحاديث أن لكل نبي حوضًا، وأن حوض نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أعظمها وأحلاها وأكثرها واردًا".
وللاطلاع على الأحاديث الواردة في الحوض وصفته والتي تدحض المبتدعين القائلين بجحوده المنكرين لوجوده -تراجع الكتب التالية: النهاية -لابن كثير - ٢/ ٢٩ - ٦٩ والشريعة -للآجري- ص: ٣٥٢ - ٣٥٧. والتذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة -للقرطبي- ١/ ٣٦٢، ٣٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>