للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو بكر بن فورك: إنه -سبحانه- واحد في ذاته لا قسيم (١) له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له.

قال شارح الإرشاد أبو القاسم الأنصاري شيخ الشهرستاني: "وحكي عن الأستاذ أبي إسحاق أنه قال: الواحد هو الذي لا يقبل الرفع والوضع: يعني الفصل والوصل. أشار (٢) إلى وحدة الإله فإن الجوهر واحد لا ينقسم ولكن يقبل النهاية، والإله -سبحانه- واحد على الحقيقة فلا يقبل فصلًا ولا وصلًا، ونحن قد أقمنا الدلالة في مسألة نفي التجسم على نفي الأقسام، وأقمنا الدلالة على نفي المثل، وبقي علينا الدلالة على نفي الشريك.

قلت: أما نفي المثل عن الله ونفي الشريك فثابت بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، لكن قد يدخل طوائف من المتكلمين في ذلك ما لم يدل عليه الكتاب والسنة، بل ينفيانه (٣)، وأما المعنى الذي ذكروه بنفي الانقسام، فيلزم على قولهم أن لا يكون شيء قط من المخلوقات يقال: إنه واحد إلا الجوهر الفرد، وعند بعضهم: لا (٤) يقال ذلك للجوهر الفرد، مع أن أبا المعالي هو من الشاكين في ثبوت الجوهر الفرد، فإذًا (٥) لا يصح أن يقال لشيء من الموجودات إنه واحد، وهذا خلاف الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها، وإجماع أهل اللغة والعقل، وإذا


(١) في الأصل: قسم. وقد أثبت المناسب للكلام من: س، ط، وبيان تلبيس الجهمية.
(٢) في بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، قال الأنصاري: أشار إلى وحدة. . .
(٣) في الأصل، س: ينفيه. وأثبت ما يناسب سياق الكلام من: ط.
(٤) في الأصل، س: ولا. والمعنى يستقيم بدون الواو.
(٥) في س: فإذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>