للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عداهم من أهل الأهواء إلى أن كلام الباري -تعالى- عن قول الزائغين- حادث مستفتح الوجود.

وصار صائرون من هؤلاء إلى الامتناع من تسميته مخلوقًا مع القطع بحدثه (١)، لما في لفظ المخلوق من إيهام (٢) الخلق، إذ الكلام المختلق (٣) هو الذي يبديه المتكلم تخرصًا من غير أصل.

وأطلق معظم المعتزلة لفظ المخلوق على كلام الله.

وذهبت الكرامية إلى أن الكلام قديم، والقول حادث غير محدث والقرآن قول الله، وليس بكلام الله، وكلام الله -تعالى- القدرة (٤) على التكلم، وقوله حادث قائم بذاته -تعالى عن قول المبطلين- وهو غير قائل بالقول الذي قام به (٥)، بل هو (٦) قائل بالقائلية (٧)، وكل مفتتح وجوده قائم بالرب (٨)، فهو حادث بالقدرة غير محدث، وكل محدث (٩) مباين للذات فهو محدث بقوله "كن" لا بالقدرة، من هذيان طويل لا يسع هذا المعتقد استقصاؤه.


(١) في س: بحدته. وفي ط: بحدوثه.
(٢) في الأصل، س: إبهام. والمثبت من: ط، والإرشاد.
(٣) في س: المختلف. وفي الإرشاد: المخلوق.
(٤) في الإرشاد: وكلام الله عندهم القدرة.
(٥) في الإرشاد: بالقول القائم به.
(٦) هو: ساقطة من: الإرشاد.
(٧) في الأصل، ط: بالقابلية. وفي س: بالقابلة. والمثبت من: الإرشاد.
والقائلية عندهم: القدرة على التكلم.
وانظر: درء تعارض العقل والنقل -لابن تيمية- ٢/ ١٩٤. والقابلية: الاستعداد للقبول.
انظر: المعجم الوسيط -لمجموعة من المؤلفين- ٢/ ٧١٢.
(٨) في الإرشاد: بالذات.
(٩) في الإرشاد: مفتتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>