للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناصر (١) صاحب الكرك (٢) إلى عنده، وكان يقرأ عليه، حتى قيل: إنه حصل له اضطراب في الإيمان من جهته وجهة أمثاله.

قال: دخلت عليه بدمشق، فقال لي: يا فلان ما تعتقد؟ قلت: أعتقد ما يعتقده المسلمون، قال: وأنت جازم بذاك (٣) وصدرك منشرح له قلت: نعم، قال: فبكى بكاء شديدًا (٤) عظيمًا، أظنه وقال: لكني والله ما أدري ما أعتقد؟ لكني والله ما أدري ما أعتقد؟ لكني والله ما أدري ما أعتقد (٥)؟


= انظر: وفيات الأعيان -لابن خلكان- ٤/ ٢٤٩. والوافي بالوفيات -للصفدي- ٤/ ٢٤٨. والفخر الرازي وآراؤه الكلامية والفلسفية - للزركان- ص: ١٥.
(١) هو: داود بن الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، الملك الناصر صلاح الدين ملك دمشق بعد أبيه سنة ٦٢٦ هـ، وأخذها منه عمه الأشرف، فتحول إلى الكرك، فملكها إحدى عشرة سنة، ثم استخلف عليها ابنه عيسى سنة ٦٤٧ هـ، فانتزعها منه الصالح أيوب بن عيسى في هذه السنة، فرحل الناصر مشردًا في البلاد، وكان فاضلًا زكيًّا مناظرًا بصيرًا بالأدب، وله عناية بتحصيل الكتب النفسية، توفي سنة ٦٥٦ هـ.
انظر: فوات الوفيات -لابن شاكر- ١/ ٤١٩ - ٤٢٨. وشذرات الذهب -لابن العماد- ٥/ ٢٧٥. والأعلام -للزركلي- ٣/ ١٠.
(٢) الكرك: بفتح الراء، كلمة أعجمية، وهي اسم لقلعة حصينة جدًّا في طرف الشام من نواحي البلقاء، بين أيلة وبحر القلزم وبيت المقدس، وهي على جبل عال تحيط بها أودية إلا من جهة الربض.
انظر: معجم البلدان- للحموي- ٤/ ٤٥٣. والروض المعطار- للحميري
- ص: ٤٩٣.
(٣) في س: بذلك.
(٤) شديدًا: ساقطة من: س، ط.
(٥) نقل شيخ الإسلام -رحمه الله- حيرة الخسرو شاهي وشكه في كتابه "نصيحة أهل الإيمان في الرد على منطق اليونان"، والذي اختصره السيوطي وسماه "كتاب جهد القريحة في تجريد النصيحة" ص: ٣٢٢، ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>