للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسن الأشعري، وأبو العباس القلانسي، ممن أخذ أصل الكلام في التوحيد عن المعتزلة، وخالفوهم في بعض دون بعض، يقع في كلامهم من هذا التوحيد المبتدع المخالف للتوحيد المنزل من عند الله ما يقع، كان الناس ينبهون على ذلك، حتى ذكر شيخ الإسلام (١) قال:

"سمعت عدنان (٢) بن عبدة النميري، سمعت أبا عمر (٣) البسطامي يقول: كان أبو الحسن الأشعري أولًا ينتحل الاعتزال، ثم رجع فتكلم عليهم (٤)، وإنما مذهبه (٥) التعطيل إلّا أنه رجع من التصريح إلى التمويه".

وقال (٦) الشيخ أبو نصر السجْزي (٧) في رسالته إلى أهل


(١) أبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام -الجزء السابع- الطبقة التاسعة اللوحة: ٣.
(٢) في ذم الكلام: سمعت الحاكم عدنان. .
(٣) في الأصل: "عمرو". والمثبت من: س، ط، وذم الكلام، ومصادر الترجمة. هو: أبو عمر محمد بن الحسين بن محمد بن الهيثم البسطامي، الواعظ المتكلم، انظر: تاريخ بغداد -للبغدادي- ٢/ ٢٤٧، ٢٤٨. وتبيين كذب المفتري -لابن عساكر- ص: ٢٣٦ - ٢٣٨. وسير أعلام النبلاء -للذهبي - ١٧/ ٣٢٠. وطبقات الشافعية -للسبكي- ٤/ ١٤٠ - ١٤٢.
(٤) تكلم ابن عساكر عن انتحال أبي الحسن الأشعري للاعتزال، وإقامته عليه، أربعين سنة، ورجوعه عنه في "تبيين كذب المفتري" ص: ٣٨ - ٤٥.
وقد نقل عن أبي بكر بن فورك رجوعه، وما صنفه بعد ذلك من المصنفات التي نقض فيها مذهب المعتزلة، وأبطل استدلالهم، وكشف عن تمويهاتهم.
انظر: المصدر السابق- ص: ١٢٨ - ١٣٦.
(٥) في ذم الكلام: مذهباه.
(٦) ذكر الشيخ -رحمه الله- في "درء تعارض العقل والنقل" ٧/ ٢٣٦ أن كلام أبي نصر هذا في "الإبانة".
(٧) في الأصل: السخزي. وهو خطأ.
هو: أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم السجزي. الوائلي البكري، من حفاظ الحديث.
يقول الذهبي: شيخ الحرم، ومصنف "الإبانة الكبرى" في أن القرآن غير =

<<  <  ج: ص:  >  >>