للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهما: [أن هذا] (١) يوجب أن تكون التوراة والإنجيل وسائر كتب الله شيئًا واحدًا.

والثاني: أن الرب أثبت لنفسه كلمات، ثم جعل الجواب عن الأول أن هذا مثل أسماء الله الحسنى، هي متعددة ومتنوعة باللغات والمسمى واحد، فكذلك هذه الكتب مع تعددها وتنوعها هي عبارة عن معنى واحد.

ومن المعلوم أن هذا باطل في الأصل المقيس عليه، وفي الفرع أما في الأصل، فلأن أسماء الله الحسنى ليست مترادفة بحيث يكون معنى كل اسم هو معنى الاسم الآخر، ولا هي -أيضًا- متباينة التباين في المسمى وفي صفته، بل هي من جهة دلالتها على المسمى كالمترادفة، ومن جهة دلالتها على صفته (٢) كالمتابينة، وهذا القسم كثير، ومنه أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - (٣) وأسماء القرآن (٤) وغير ذلك، وبعض الناس يجعلون (٥) هذا قسمًا


(١) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٢) في س، ط: صفاته.
(٣) من أسمائه - عليه السلام -: المزمل، والمدثر، والرسول، والنبي، ومنها: ما ورد في الحديث الذي رواه البخاري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي -الذي يمحو الله به الكفر، وأنا الحاشر- الذي يحشر الناس على قدمي- وأنا العاقب".
صحيح البخاري ٤/ ١٦٢ كتاب المناقب- باب ما جاء في أسماء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ومعنى العاقب: الذي ليس بعده نبي.
ورد هذا التفسير في صحيح مسلم- ٤/ ١٨٢٨ - كتاب الفضائل- باب في أسمائه - صلى الله عليه وسلم - الحديث / ٢٣٥٤.
(٤) من أسماء القرآن: الفرقان، والتنزيل، والكتاب، والهدى، والنور والشفاء، والبيان، وغير ذلك.
(٥) في س، ط: يجعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>