للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المترادف وبعضهم يجعله من المتباين قسمًا ثالثًا قد يسميه المتكافئ.

والمقصود فهم المعنى، فإذا قيل: "الرحمن الرحيم"، وقيل: "العليم" "القدير"، وقيل: "السميع" "البصير" فالأول يدل على المسمى بصفة الرحمة، والثاني يدل عليه بصفة العلم، والثالث بصفة القدرة، والرابع بصفة السمع، والخامس بصفة البصر، وهذه الصفات ليس أحدها هو الآخر، وهذا مما [لا] (١) ينازع فيه هؤلاء و [لا] (١) غيرهم، فصفات كل اسم يدل من صفات الرب على ما لم يدل عليه الآخر مع اتفاقها في الدلالة على المسمى.

نعم، وقد يدل الاسم على معنى الآخر بطريق اللزوم، فإنه يدل على الذات، والذات تستلزم جميع الصفات، لكن دلالة اللزوم ليست هي دلالة الاسم اللغوية، واللزوم -أيضًا- يحتاج إلى أن (٢) يعرف (٣) تلك الصفات من غير الاسم، فلا يكون الاسم هو الدال عليها، وإذا كان كذلك فتعدد أسماء الله تعالى لم تقتض (٤) تعدد (٥) المسمى، ولكن اقتضى تعدد صفاته التي دلت عليها تلك الأسماء، وهؤلاء لا (٦) ينازعون في تعدد الصفات في الجملة، ومحققوهم (٧) لا يقولون إنها محصورة بعدد، بل يقولون: هذا الذي علمناه، وقد يكون له من الصفات ما لا نعلمه، وإذا كانت معاني الأسماء متعددة -وإن كان المسمى واحدًا-


(١) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٢) أن: ساقطة من: س.
(٣) في ط: تعرف.
(٤) في س: تقتضي. وفي ط: يقتض.
(٥) في س: تفرد.
(٦) لا: ساقطة من: س، ط.
(٧) في س: محقوهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>