للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طبيعتان يقولون: إن المسيح إله، وإنه الله، والذين يقولون: إنه حل فيه يقولون: حلت فيه الكلمة التي هي الابن، وهي الله -أيضًا- بوجه آخر، كما سنذكره.

وأيضًا -فقوله: {ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} (١) ليس المراد به الله، واللاهوت الذي في المسيح، وجسد المسيح، فإن أحدًا من النصارى لا يجعل لاهوت المسيح وناسوته إلهين، ويفصل الناسوت عن اللاهوت، بل سواء قال بالاتحاد أو بالحلول فهو تابع للاهوت.

وأيضًا -فقوله عن النصارى: {وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ} (٢) و {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} (٣).

وقد قيل (٤): إن المراد به قول النصارى باسم الأب والابن وروح


(١) سورة المائدة، الآية: ٧٣.
(٢) سورة النساء، الآية: ١٧١.
(٣) سورة المائدة، الآية: ٧٣.
(٤) ذكر بعض المفسرين أن هذا القول اشتهر عن النصارى.
يقول ابن جرير الطبري -رحمه الله- في تفسيره ٦/ ٣١٣: "كانوا فيما بلغنا يقولون: الإله القديم جوهر واحد، يعم ثلاثة أقانيم أبًا والدًا غير مولود وابنًا مولودًا غير واحد، وزوجًا متتبعة بينهما".
وقد نقل ابن كثير في تفسيره ٢/ ٨١، عن ابن جرير وغيره أن الطوائف الثلاثة -الملكية واليعقوبية والنسطورية- تقول بهذه الأقانيم.
قال: "وهم مختلفون فيها اختلافًا متباينًا.
وذكر القرطبي -رحمه الله- في "الجامع لأحكام القرآن" ٦/ ٢٤٩، أن هذه الطوائف تقول: إن الأب والابن وروح القدس إله واحد، ولا يقولون ثلاثة آلهة، وهو معنى مذهبهم، وإنما يمتنعون من العبارة وهي لازمة لهم.
ويقول محمد جمال الدين القاسمي، في "محاسن التأويل" ٥/ ٦٧٧، ٦٨٠: ". . وفي تعاليمهم المدرسية المطبوعة الآن ما نصه: أخص أسرار المسيحية سر الثالوث، وهو إله واحد في ثلاثة أقانيم: الأب، والابن، وروح القدس. والأب هو الله، والابن هو الله، وروح القدس هو الله، وليسوا ثلاثة =

<<  <  ج: ص:  >  >>