للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول؟ تفتونا (١) في ذلك منعمين مثابين (٢).

الجواب -وبالله التوفيق-: أن كل من أقدم على لعن فرقة من المسلمين وتكفيرهم، فقد ابتدع وارتكب ما لا يجوز الإقدام عليه، وعلى الناظر في الأمور -أعز الله أنصاره- الإنكار عليه، وتأديبه بما يرتدع هو وأمثاله عن ارتكاب مثله. وكتب محمد بن علي الدامغاني (٣)، وبعده الجواب وبالله التوفيق: أن الأشعرية أعيان أهل (٤) السنة، وأنصار (٥) الشريعة، انتصبوا للرد على المبتدعة -من القدرية والرافضة وغيرهم- فمن طعن فيهم فقد طعن على أهل السنة، وإذا رفع أمر من يفعل ذلك إلى الناظر في أمر المسلمين، وجب عليه تأديبه بما يرتدع به كل أحد، وكتب إبراهيم بن علي الفيروزآبادي (٦) وبعده (٧) جوابي مثله، وكتب محمد بن أحمد الشاشي (٨).


(١) في تبيين كذب المفتري: يفتونا.
(٢) في تبيين كذب المفتري: مثابين إن شاء الله.
(٣) هو: أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الدامغاني الحنفي، شيخ زمانه، كان يلقب بقاضي القضاة، سكن بغداد ودرس بها فقه أبي حنيفة، وولي القضاء بها بعد موت ابن ماكولا، وبقي فيه نحو ثلاثين سنة. توفي سنة ٤٧٨ هـ.
انظر: تاريخ بغداد -للخطيب- ٣/ ١٠٩. والوافي بالوفيات -للصفدي- ٤/ ١٣٩. والجواهر المضيئة -لأبي الوفاء القرشي- ٣/ ٢٦٩ - ٢٧١.
(٤) أهل: ساقطة من: تبيين كذب المفتري.
(٥) في تبيين كذب المفتري: ونصار.
(٦) أبو إسحاق الشيرازي. وتقدم التعريف به.
(٧) في ط: بعده. بدون واو.
(٨) هو: أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر الشاشي، الفقيه الشافعي، يعرف بالمستظهري، الملقب بفخر الإسلام، ولي التدريس بالمدرسة النظامية.
توفي سنة ٥٠٧ هـ.
يقول السبكي: كان إمامًا جليلًا حافظًا لمعاقد المذهب وشوارده.
انظر: المنتظم -لابن الجوزي- ٩/ ١٧٩. ووفيات الأعيان -لابن خلكان =

<<  <  ج: ص:  >  >>