للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك جرى في أول مملكة (١) السلجقية (٢) الترك، وكان الذين سعوا في


= واستن، بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها، في مقتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والجهمية والمشبهة وصلبهم وحبسهم ونفاهم، وأمر بلعنهم على منابر المسلمين، وإبعاد جميع طوائف أهل البدع ونفيهم عن ديارهم.
وكان للكرامية صولات وجولات في عهد يمين الدولة، وكان على مذهبهم، وجرت بينهم وبين الأشاعرة مناظرات في بعض المسائل، كمسألة العرش، فقد ذكر ابن كثير -رحمه الله- أن من جملة من كان يجالس السلطان محمود بن سبكتكين محمد بن الهيصم، وقد جرى بينه وبين أبي بكر بن فورك مناظرات بين يدي السلطان في هذه المسألة، وانتهت بميل السلطان إلى قول ابن الهيصم ونقم على ابن فورك كلامه، وأمر بطرده وإخراجه لموافقته لرأي الجهمية.
انظر: المنتظم -لابن الجوزي- ٧/ ٢٨٧. والبداية والنهاية -لابن كثير- ١٢/ ٧، ٣٣. وطبقات الشافعية -للسبكي- ٤/ ١٣٠ - ١٣٣. وشذرات الذهب -لابن العماد- ٣/ ١٨٦.
وانظر ما ذكره أبو إسماعيل الهروي في كتابه "ذم الكلام" -مخطوط- الجزء السابع- الطبقة التاسعة- اللوحة: ٨، من أن محمود بن سبكتكين حث على كشف أستار الأشعرية والإفصاح بعيبهم ولعنهم، وأنه قال: "أنا ألعن من لا يلعنهم".
(١) في الأصل، س: مملكته. والمثبت من: ط.
(٢) وهم: أتباع محمد بن ميكائيل بن سلجوق أبو طالب الملقب ركن الدين طغرل بك أول ملوك الدولة السلجوقية -وهم أتراك- توفي سنة ٤٥٥ هـ.
انظر: الكامل -لابن الأثير- ٩/ ٤٧٣ وما بعدها. وطبقات الشافعية -للسبكي- ٣/ ٣٨٩. والأعلام -للزركلي- ٧/ ٣٤٢.
وقد أمر السلطان طغرل بك في سنة ٤٤٥ هـ يلعن المبتدعة على المنابر في الجمع، فقرن وزيره منصور الكندري اسم الأشعرية بأسماء أرباب البدع، وامتحن الأئمة، مما جعل القشيري والجويني يخرجان عن البلد، وألف في ذلك رسالة سماها "شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة" إلى أن مات السلطان ووزيره، وتولى بعده ألب أرسلان، والوزير الحسن بن علي بن إسحاق، فصلح الحال، واستقر الأمر، واسترجع من خرج منهم إلى وطنه مكرمًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>