للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترجع (١) إلى اللفظ لا إلى الصفة، وهو مذهب أبي العباس القلانسي.

قال الأستاذ -يعني أبا إسحاق-: "أما العينان فعبارة عن البصر، وكان في العقل ما يدل عليه، وأما اليد والوجه (٢)، فقد اختلف أصحابنا في الطريق إليهما.

فقال قائلون: قد كان في العقل ما يدل على ثبوت صفتين، يقع بإحداهما الاصطفاء بالخلق، وبالأخرى الاختيار بالتقريب في التكليم والإفهام، لكن لم يكن في العقل دليل على تسميته، فورد الشرع ببيانها، فسمى الصفة التي يقع بها الاصطفاء بالخلق يدًا، والصفة التي يقع بها التقريب في التكليم وجها، وقالوا: لما صح في العقل التفصيل (٣) في الخلق والفعل (٤) بالمباشرة والإكرام، والتقريب بالإقبال، وجب (٥) إثبات صفة له يصح بها ما قلناه، من غير مباشرة ولا محاذاة، فورد الشرع بتسمية إحداهما يدًا، والأخرى وجهًا، ومن سلك هذه (٦) الطريق قال: لم يكن في العقل جواز ورود السمع بأكثر منه، وما جهر [به] (٧) عليه من جهة الإخبار، فطريقه الآحاد التي لا توجب العلم، ولا يجوز بمثلها إثبات صفة للقديم (٨)، وإن ثبت منها شيء بطريق يوجب العلم، كان متأولًا على الفعل.


(١) في س: يرجع.
(٢) في ط: الوجه واليد.
(٣) في ط: التفضيل.
(٤) في الأصل: العقل. والمثبت من: س، ط.
(٥) في الأصل: وجبت. وفي س: ووجبت. والمثبت من: ط. وهو المناسب للسياق.
(٦) في ط: هذا.
(٧) ما بين المعقوفتين زيادة من: ط. لعل الكلام يستقيم بها. وفي الأصل، س: بياض بقدر كلمة.
(٨) في الأصل: القديم. والمثبت من: س، ط. ولعله المناسب.

<<  <  ج: ص:  >  >>