للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال (١): (وأجمع أهل التفسير على أن المراد بالأيدي (٢) في قوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا}) (٣) القدرة).

قال: (والذي يحقق ما قلناه: أن الذي ذكره شيخنا والقاضي، ليس يوصل إلى القطع بإثبات صفتين زائدتين على ما عداهما من الصفات، ونحن وإن لم ننكر في قضية العقل صفة سمعية، لا يدل مقتضى العقل عليها، وإنما يتوصل إليها سمعًا، فيشترط أن يكون السمع مقطوعًا به، وليس فيما استدل به الأصحاب قطع، والظواهر المحتملة لا توجب العلم، وأجمع المسلمون على منح تقدير صفة مجتهد فيها لله -عزَّ وجلَّ- لا يتوصل إلى القطع فيها بعقل أو سمع (٤)، وليس في اليدين على ما قاله شيخنا -رحمه الله- نظر لا يحتمل التأويل، ولا إجماع عليه، فيجب تنزيل ذلك على ما قلناه".

قال: "والظاهر من لفظ اليدين حملهما (٥) على جارحتين، فإن استحال حملهما (٦) على ذلك، ومنع من حملهما على القدرة أو النعمة أو الملك (٧)، فالقول بأنهما. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= القرآن كالاستواء والوجه واليد، وإبطال تأويلها وليس له في ذلك قولان.
انظر: درء تعارض العقل والنقل ٢/ ١٧.
(١) أبو المعالي الجويني.
(٢) في س: باليدين.
(٣) سورة يس، الآية: ٧١.
(٤) أو سمع: ساقطة من: س، ط.
(٥) في س: حملها.
(٦) في س: حملها.
(٧) نص أبو الحسن الأشعري على منع حملها على الجارحتين أو القدرتين أو النعمتين فقال: "فلا يجوز أن يكون معنى ذلك نعمتين، لأنه لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول القائل: عملت بيدي، وهو يعني نعمتي، ولا يجوز عندنا ولا عند خصومنا أن نعني جارحتين ولا يجوز عند خصومنا أن نعني قدرتين، وإذا =

<<  <  ج: ص:  >  >>