للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يموت على عمل من أعمال أهل النار" (١).

وهذا الحديث إنما رواه أهل السنن والمساند، كأبي داود والترمذي والنسائي، وقال (٢): حديث حسن.

وقد قيل: إن إسناده منقطع، وأن واوية مجهول (٣)، ومع هذا فقد رواه مالك في الموطأ (٤)، مع أنه أبلغ من غيره لقوله: (ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية).


(١) في الموطأ وسنن الترمذي وأبي داود: "أهل النار فيدخله به النار".
وانظر الحديث في سنن أبي داود ٥/ ٧٩، ٨٠.- كتاب السنة- باب في القدر - الحديث / ٤٧٠٣. وسنن الترمذي ٥/ ٢٦٦ - كتاب تفسير القرآن- باب: ومن سورة الأعراف الحديث / ٣٠٧٥. ومسند الإمام أحمد ١/ ٤٤.
(٢) أي: الترمذي.
(٣) قال الترمذي: "هذا حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر، وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلًا مجهولًا".
وهذا الرجل هو نعيم بن ربيعة، وقد ذكره أبو داود -المصدر السابق-. يقول ابن كثير في تفسيره ٢/ ٢٦٣: "الظاهر أن الإمام مالكًا إنما أسقط ذكر نعيم بن ربيعة عمدًا لما جهل حال نعيم ولم يعرفه، فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث، ولذلك يسقط ذكر جماعة ممن لا يرتضيهم، ولهذا يرسل كثيرًا من المرفوعات، ويقطع كثيرًا من الموصولات.
وقد ذكر أحمد محمد شاكر- شارح المسند ١/ ٢٩٠ - أن نعيم بن ربيعة ذكره ابن حبان في الثقات، وترجم له البخاري في التاريخ الكبير فلم يذكر فيه جرحًا.
فائدة: المنقطع: هو كل ما لم يتصل إسناده. والمقطوع: هو ما أضيف إلى التابعي من قول أو فعل.
فالمقطوع غير المنقطع، لأن المنقطع من صفات الإسناد، والمقطوع من صفات المتن.
انظر: الباعث الحثيث -لابن كثير- ص: ٢٤، ٢٨.
ومنهج النقد في علوم الحديث- د. نور الدين عتر- ص: ٣٢٧، ٣٦٧.
(٤) كما تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>