للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سعيد الخدري الطويل، وهذا الحديث قد أخرجاه في الصحيحين (١) من حديث الليث، والأول قد أخرجاه في الصحيحين (٢) من حديث غيره.

وابن القاسم إنما سأل مالكًا لأجل تحديث الليث بذلك، فيقال: إما أن يكون ما قاله مالك مخالفًا لما فعله الليث ونحوه، أو ليس بمخالف بل يكره أن يتحدث بذلك لمن (٣) يفتنه ذلك ولا يحمله عقله كما قال ابن مسعود: ما من رجل يحدث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلّا كان فتنة لبعضهم (٤)، وقد كان مالك يترك رواية أحاديث كثيرة


= وإسحاق بن راهوية، وابن قتيبة وغيرهم، وهذا هو الواجب اعتقاده في مثل هذا الحديث.
ولفضيلة الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان تعليق جيد على هذا الحديث أحيل عليه في "التوحيد" لابن خزيمة ١/ ٨٨ - ٩١.
وانظر ما ذكره الشيخ حمود بن عبد الله التويجري في كتابه "عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن- اطلعت أخيرًا على خطاب من فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رقم ٣٨٠ / خ في ٣٠/ ٣ / ١٤٠٨ هـ مفاده تأييد ما ورد في كتاب فضيلة الشيخ حمود الآنف الذكر- وأن الضمير في الحديث الصحيح في خلق آدم على صورته يعود إلى الله عزَّ وجلَّ وهو موافق لما جاء في حديث ابن عمر إن الله خلق آدم على صورة الرحمن وقد صححه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والآجري وابن تيمية وغيرهم.
(١) تقدم تخريجه فيهما من طريق الليث بن سعد.
(٢) تقدم تخريجه -أيضًا- فيهما.
(٣) في الأصل: لما. والمثبت من: س، ط، وهو ما يستقيم به الكلام.
(٤) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه ١/ ١١ عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: "ما أنت بمحدث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم، إلا كان لبعضهم فتنة".
وأخرجه السمعاني بسنده إلى ابن مسعود بلفظ: "إن الرجل ليحدث بالحديث فيسمعه من لا يبلغ عقله فهم ذلك الحديث، فيكون عليهم فتنة". راجع: أدب الإملاء والاستملاء -للسمعاني- ص: ٦٠.
وأورده الشيخ -رحمه الله- في "درء تعارض العقل والنقل" ١/ ٥٠، ٥١، وكذا قول علي - رضي الله عنه -: "حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا=

<<  <  ج: ص:  >  >>