للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحد منهم، ثم تقولون (١): إن محمدًا لم يعرج به إلى الله، فإن الله ليس هو فوق السماوات، فتنكرون ما اتفق عليه السلف، وتقولون بما تنازعوا فيه ولم يقله أحد منهم، فالمعتزلة في جعلهم المعراج منامًا أقرب إلى السلف والسنة (٢) منكم، حيث قلتم رآه بعينه ليلة المعراج، وقلتم مع هذا: [إنه] (٣) ليس فوق السماوات رب يعرج إليه، فهذا النفي أنتم (٤) والمعتزلة فيه شركاء (٥) وأنتم امتزتم بقولكم رآه بعينه، وهذا لم يثبت عن أحد من السلف، وهم امتازوا بقولهم المعراج منامًا، وهو قول مأثور عن طائفة من السلف، وإنما نقل عنهم بأسانيد ضعيفة، ثم إنكم أظهرتهم للمسلمين مخالفة المعتزلة في مسألة الرؤية والقرآن، ووافقتم أهل السنة على إظهار القول بأن الله يرى في الآخرة، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق والقول بأن الله لا يرى في الآخرة، وأن القرآن مخلوق (٦) من البدع القديمة التي أظهرت الجهمية من المعتزلة وغيرهم في عصر الأئمة حتى امتحنوا (٧) الإمام أحمد وغيره بذلك، ووافقتم (٨) المعتزلة على


= وللاطلاع على هذه المسألة وتفاصيل العلماء فيها، تراجع بالإضافة إلى ما تقدم: التوحيد -لابن خزيمة- تحقيق د. عبد العزيز الشهوان - ١/ ٤٧٧ - ٥٤٧، ٢/ ٥٤٨ - ٥٦٣. شرح الطحاوية -لصدر الدين الحنفي- ص: ٢١٣، ٢١٤. لوامع الأنوار البهية -للسفاريني- ٢/ ٢٥٠ - ٢٥٦.
(١) في س: يقولون.
(٢) في ط: أهل السنة.
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٤) أنتم: كررت في: س.
(٥) ذكرها البيهقي في "الأسماء والصفات" ص: ٤٤٣ - ٤٤٦. وبين وجه ضعفها. وانظر: الدر المنثور -للسيوطي- ٧/ ٦٤٦ - ٦٤٩.
(٦) والقول بأن الله لا يرى في الآخرة وأن القرآن مخلوق: كرر في الأصل، وهو سهو من الناسخ.
(٧) تقدم الكلام على محنة الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- في مسألة القول بخلق القرآن. أثناء دراسة مسائل الكتاب.
(٨) في الأصل: ووافقتهم. والمثبت من: س، ط. ولعله المناسب للسياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>