للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا أنشد شعر شاعر كامرئ القيس (١) أو غيره، فإذا قال:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل (٢) ... . . . . . . . . . . . . . . . . .

كان هذا الشعر شعر امرئ القيس، وإن كان هذا قد قاله بحركاته وأصواته، وهذا أمر مستقر في فطر (٣) الناس كلهم، يعلمون أن الكلام كلام من تكلم به مبتدئًا، آمرًا بأمره ومخبرًا بخبره ومؤلفًا حروفه ومعانيه وغيره إذا بلغه عنه علم الناس أن هذا كلام للمبلغ عنه لا للمبلغ، وهم يفرقون بين أن يقوله المتكلم به والمبلغ عنه، وبين سماعه من الأول وسماعه من الثاني، ولهذا كان من المستقر عند المسلمين أن القرآن الذي يسمعونه هو كلام الله، كما قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} (٤) مع علمهم بأن القارئ يقرأه بصوته، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "زينوا القرآن بأصواتكم" (٥) , فالكلام


(١) هو: امرؤ القيس بن حجر الكندي، اختلف في اسمه، واشتهر بلقبه، شاعر عربي من قبيلة كندة التي هاجرت من اليمن، عاش في القرن السادس الميلادي وتوفي سنة ٨٠ ق. هـ.
انظر: دائرة المعارف الإسلامية - ٤/ ٤٠٦، ٤٠٧. والأعلام -للزركلي ١/ ٣٥١ , ٣٥٢.
(٢) هذا صدر بيت لامرئ القيس، وعجزه:
. . . . . . . . . . . . . . ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وهو مطلع معلقته المشهورة، انظر: ديوان امرئ القيس ص: ٨.
(٣) فطر: ساقطة من: س.
(٤) سورة التوبة، الآية: ٦.
(٥) الحديث عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "زينوا .. ".
أخرجه أبو داود في سننه ٢/ ١٥٥ - كتاب الصلاة - باب استحباب الترتيل في القراءة، حديث / ١٤٦٨. والنسائي في سننه ٢/ ١٣٩ - كتاب الافتتاح - باب تزيين القرآن بالصوت. وابن ماجة في سننه ١/ ٤٣٦ - كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب في حسن الصوت بالقرآن - الحديث / ١٣٤٢. والدارمي في سننه ٢/ ٣٤٠ - كتاب فضائل القرآن - باب التغني بالقرآن - الحديث ٣٥٠٣. =

<<  <  ج: ص:  >  >>