للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاب (١) "تكفير الجهمية" من مقالات علماء الإسلام فيهم، ودأب الخلفاء فيهم، ودق عامة أهل السنة عليهم، وإجماع المسلمين على إخراجهم من الملة، ثقلت عليهم الوحشة، وطالت عليهم الذلة، وأعيتهم الحيلة إلا أن يظهروا الخلاف لأوليهم والرد عليهم، ويصفوا كلامهم صفًّا (٢)، يكون ألوح للإفهام، وأنجع في العوام، من أساس أولهم، يجد ذلك المساغ، ويتخلصوا من خزي الشناعة، فجاءت بمخاريق تراءى للغير (٣) بغير ما في الحشايا، ينظر الناظر الفهم في حذرها، فيرى مخ الفلسفة يكسى لحاء السنة، وعقد الجهمية ينحل ألقاب الحكمة، يردون على اليهود قولهم: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} (٤)، فينكرون الغل، وينكرون اليد، فيكونون (٥) أسوأ حالًا من اليهود، لأن الله أثبت الصفة، ونفى العيب، واليهود أثبتت الصفة، وأثبتت العيب، وهؤلاء نفوا الصفة كما نفوا العيب، ويردون على النصارى في مقالتهم (٦) في عيسى وأمه، فيقولون: لا يكون في المخلوق غير المخلوق (٧)، فيبطلون القرآن، فلا يخفى على ذوي الألباب أن كلام أولهم (٨) وكلام آخرهم (٩) كخيط السحارة (١٠).


(١) في الأصل: قلوبهم. والمثبت من: س، ط، وذم الكلام. ولعله المناسب.
(٢) في ذم الكلام: ويصبغوا كلامهم صبغًا.
(٣) في س، وذم الكلام: ترايا للغبي. وفي ط: تترآى للغبي.
(٤) سورة المائدة، الآية: ٦٤.
(٥) في الأصل: يكون. والمثبت من: س، ط، وذم الكلام. ولعله المناسب.
(٦) في س، ط، وذم الكلام: مقالهم.
(٧) في ذم الكلام: مخلوق.
(٨) في س، ط، وذم الكلام: أوليهم.
(٩) في س، ط، وذم الكلام: آخريهم.
(١٠) سحر: خدع، ومنه ساحر وسحار، وجمعه: سحرة وسحارة، وهم يستعملون في سحرهم خيوطًا يعقدونها وينفثون فيها. والسحارة شيء يلعب به الصبيان إذا مدّ من جانب خرج على لون، وإذا مدّ من جانب آخر خرج على لون آخر =

<<  <  ج: ص:  >  >>