للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمثال، ويتلعب بأهل السنة ويخرجهم أصلًا من العلم، لا ينقر (١) لهم عن بطانة إلا خانتك ولا [عن] (٢) عقيدة إلا أرابتك، ألبسوا ظلمة الهوى (٣)، وسلبوا هيبة الهدى، فتنبوا (٤) عنهم الأعين، وتشمئز منهم القلوب، وقد شاع في المسلمين [٣٤٩] أن رأسهم علي بن إسماعيل الأشعري كان لا يستنجي ولا يتوضأ ولا يصلي (٥).


(١) في ط: لا تنقر.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، وذم الكلام.
(٣) في ذم الكلام: الهزء.
(٤) أي: تبتعد وتتجافى.
انظر: مختار الصحاح -لأبي بكر الرازي- ص: ٦٤٤ (نبا).
(٥) أقول: ويغلب على الظن أن أبا إسماعيل الهروي بنى شيوع هذا الحكم على أبي الحسن الأشعري على ما أثبته في كتابه "ذم الكلام" -مخطوط- الجزء السادس وما نقله عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ١٦/ ٤٧٨ أنه قال: "سمعت يحيى بن عمار، سمعت زاهر بن أحمد، وكان للمسلمين -إمامًا- يقول: نظرت في صير باب، فرأيت أبا الحسن الأشعري يبول في البالوعة، فدخلت، فحانت الصلاة، فقام يصلي، وما كان تمسح ولا توضأ، فذكرت الوضوء. فقال: لست بمحدث. قلت: لعله نسي".
وهذا الكلام، وإن كان فيه من الإخلال ببعض الآداب الإسلامية التي أشك أن تصدر من شيخ خراسان في وقته، لكنه لا يدل على ما رمي به أبو الحسن لأمور:
١ - إن هذا السند منقطع، لأن زاهرًا توفي سنة ٢٨٩ هـ - كما سيأتي في ترجمته، ويحيى بن عمار السجستاني توفي سنة ٤٢٢ هـ - انظر: سير أعلام النبلاء -للذهبي- ١٧/ ٤٨١ - ٣٨٣. وشذرات الذهب -لابن العماد - ٣/ ٢٢٦ - ، وله تسعون سنة، وهذا يقطع بأن يحيى لم يسمع من زاهر.
٢ - إن الرجل -كما ورد في النقل- قام يصلي. فكيف يقال: إنه لا يصلي.
٣ - إن الذهبي اعتذر له بالنسيان، والنسيان -كما هو معلوم- تسقط به التكاليف الشرعية إلى حين التذكر، وهذا على فرض أنه أحدث، فكيف والإنسان قد يجد في نفسه أنه بحاجة إلى الاختلاء للبول، ويكون الأمر على خلاف ذلك.
فاطلاق اللفظ، وإصدار الحكم على الشخص المعين يحتاج إلى تثبت وأدلة =

<<  <  ج: ص:  >  >>