يقول ابن حجر -رحمه الله- في "فتح الباري" ١٩/ ٣٤٩ - أثناء شرحه للحديث الذي رواه البخاري، وذلك أن رجلًا من الأنصار قال لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - طلق زوجاته، فغضب عمر على ابنته حفصة، وبعد سؤاله للرسول - عليه السلام - عن صحة ذلك تبين أن الأمر على خلاف ما أخبر به الأنصاري -الحديث طويل في صحيح البخاري ٦/ ١٤٧ - ١٥٠ كتاب النكاح. باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها -وما أوردته مما يتعلق بالشاهد بالمعنى-: "وفيه أن الأخبار التي تشاع -ولو كثر ناقلوها- إن لم يكن مرجعها إلى أمر حسي من مشاهدة أو سماع لا تستلزم الصدق، فإن جزم الأنصاري -في رواية- بوقوع التطليق، وكذا جزم الناس الذين رآهم عمر عند المنبر بذلك محمول على أنهم شاع بينهم ذلك من شخص بناء على التوهم الذي توهمه من اعتزال النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءه، فظن لكونه لم تجر عادته بذلك أنه طلقهن، وأشاع أنه طلقهن، فشاع ذلك، فتحدث الناس به. (١) القائل: أبو إسماعيل الهروي، والكلام متصل بما قبله في ذم الكلام. (٢) سرخس: مدينة قديمة من نواحي خراسان، وهي كبيرة واسعة بين نيسابور ومرو على نهر لا يدوم جريانه، نسب إليها من لا يحصى من الأئمة. انظر: معجم البلدان -للحموي- ٣/ ٢٠٨، ٢٠٩. والروض المعطار -للحميري- ص: ٣١٦. (٣) هو: أبو علي زاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى السرخسي، الفقيه المحدث، شيخ عصره بخراسان. أخذ الكلام عن أبي الحسن الأشعري. توفي سنة ٢٨٩ هـ. انظر: تبيين كذب المفتري -لابن عساكر- ص: ٢٠٦، ٢٠٧. والمنتظم -لابن الجوزي- ٧/ ٢٠٦. وطبقات الشافعية -للسبكي- ٣/ ٢٩٣، ٢٩٤. (٤) في الأصل: تكاد في. وهو تصحيف. وفي ط: متحيرًا لمسألة تكافئ. . . =