للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا جزى الله امرأً ناط مخاريقه بمذهب الإمام المطللبي (١) -رحمه الله- وكان من أبر خلق الله قلبًا، وأصوبهم سمتًا، وأهداهم هديًا، وأعمقهم قلبًا، وأقلهم تعمقًا، وأقرهم للدين، وأبعدهم من التنطع، وأنصحهم لخلق الله جزاء خير.

قال: ورأيت منهم قومًا يجتهدون في قراءة القرآن، وتحفظ حروفه، والإكثار من ختمه، ثم اعتقاده (٢) فيه ما قد بيناه، اجتهاد روغان كالخوارج.

وروي (٣) بإسناد (٤) عن حرشة بن الحر، عن حذيفة قال: "إنا آمنا ولم نقرأ القرآن، وسيجيء قوم يقرؤون القرآن لا يؤمنون".

قال (٥): وقال ابن عمر: "كنا نؤتى الإيمان قبل القرآن".

وروى (٦) بإسناد (٧) عن ابن عمر قال: "لقد عشنا برهة من الدهر، وإن أحدنا يؤتي الإيمان قبل القرآن". وفي لفظ: " [إنا] (٨) كنا صدور هذه الأمة، وكان الرجل من خيار أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصالحيهم


= والمثبت من: س، وذم الكلام. ولعله المناسب.
والمقصود المسألة التي تكافأت فيها الأدلة وهي مسألة حدوث العالم، وتقدم ذكر الشيخ -رحمه الله- هذه المسألة ص: ٦٢٠ وما بعدها، والإشارة إلى تكافؤ الأدلة فيها عند الأشعري في آخر عمره، وأبي عبد الله الرازي -كما صرح به- في كتابه "المطالب العالية" وغيرهم، وصاروا فيها إلى الوقف والحيرة.
(١) هو: الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى.
(٢) في ط: اعتقادهم.
(٣) أي: أبو إسماعيل الأنصاري في "ذم الكلام" مخطوط -الجزء السابع- اللوحة: ٣٣. والكلام يفصله عن سابقه بعض الأسطر.
(٤) في س، ط: بإسناده.
(٥) أبو إسماعيل الأنصاري- في المصدر السابق.
(٦) أبو إسماعيل الأنصاري- في المصدر السابق.
(٧) في س، ط: بإسناده.
(٨) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، وذم الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>