للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأشرف وأصحابه.

وعن السدي: هو أبو سفيان ورهطه من عبَدة الأوثان؛ إن تستأمنوهم وتستكينوا إليهم يردوكم إلى دينهم

قال الزمخشري: «وقيل: هو عام في جميع الكفار، وأنَّ على المؤمنين أن يجانبوهم ولا يطيعوهم في شيء، ولا ينزلوا على حكمهم ولا على مشورتهم حتى لا يستجروهم إلى موافقتهم» (١) انتهى" (٢).

• ترجيح السمين الحلبي ووجه الترجيح:

يرجِّح السمين الحلبي أن الخطاب في الآية عامٌّ لكل مؤمن، ويظهر هذا الترجيح من ثلاثة وجوه:

الأول: التعبير بالظاهر، وذلك في قوله: (والظاهر أن الخطاب عام لكل مؤمن، وأن {الَّذِينَ كَفَرُواْ} عامٌّ في كل كافر)، والقولُ الظاهر عنده مقدَّمٌ على غيره.

الثاني: أنه ذكر تعليل هذا العموم بأن الكافرين كلهم حريصون على ردِّ المؤمنين عن دينهم، وذكر أن القرآن مشحونٌ بهذا المعنى.

الثالث: أنه أعاد التنويه بالقول الأول في آخر المسألة بالنقل عن الزمخشري في ذلك، مع أنه حكى القول الأول من قبل، وكأنه لم يتقبل ما في القول الثاني من التخصيص.

• دراسة المسألة:

[١) مذاهب أهل العلم في المسألة]

الجاري في عبارات المفسرين في هذه الآية أنهم يشيرون إلى الروايات في قصة غزوة أُحد ثم يتكلمون بعد ذلك عن دلالة عموم الآية (٣)، وإن كان بعضهم يرجِّح في مناسبة الآية أنها


(١) الكشاف للزمخشري (١/ ٤٢٥).
(٢) القول الوجيز، (آل عمران: ١٠٦ – ١٥٦)، تحقيق: يعقوب مصطفى سي (ص: ٣٩٧ - ٣٩٨).
(٣) ينظر مثلًا في المحرر الوجيز لابن عطية (١/ ٥٢٢)، واللباب لابن عادل (٥/ ٥٩٢)، وتفسير أبي السعود (٢/ ٩٧ – ٩٨)، والبحر المديد لابن عجيبة (١/ ٤١٨)، وأيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري (١/ ٣٩٠).

<<  <   >  >>