للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسألة السابعة: معنى {مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا}

• أصل الخلاف في المسألة:

قوله تعالى {يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} يفيد ظاهره أن القتل وقع عليهم، فإذا كانوا قد قتلوا فكيف بقيت لهم حياة حتى يقولوا مثل هذا القول؟! فلا بد من تأويل يناسب قولهم.

ومثل هذه المسألة ما جاء في قراءة: {فإن قتلوكم فاقتلوهم} (١)، فما المراد بالقتل في الآيتين؟

• نص المسألة:

قال السمين الحلبي رحمه الله: "ومعنى {مَّا قُتِلْنَا}: ما قُتل بعضنا أو إخواننا، لأن المقتول لا يتأتَّى منه ذلك.

ويجوز أن يكون معناه: ما شارفنا القتل، كقوله: (من قَتَل قتيلًا فله سَلَبه).

وقال الشيخ: «وهذا من إطلاق اسم الكُل على البعض مجازًا» (٢) انتهى.

والأول أظهر" (٣).

• ترجيح السمين الحلبي ووجه الترجيح:

يرجِّح السمين الحلبي أن المراد (ما قُتل بعضنا)، لأن هذا هو القول الأول وقد صرَّح بصيغة التفضيل له في قوله: (والأول أظهر).


(١) وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف؛ ينظر التيسير لأبي عمرو الداني (ص: ٢٩٣) والنشر لابن الجزري (٢/ ٢٢٧).
(٢) البحر المحيط لأبي حيان (٣/ ٣٩٥).
(٣) القول الوجيز، (آل عمران: ١٠٦ – ١٥٦)، تحقيق: يعقوب مصطفى سي (ص: ٤٤٨).

<<  <   >  >>