للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ينصرف إلى الأنبياء وحدهم أو أنه ينصرف إلى الأنبياء والربيين معهم (١)، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة وقتادة والربيع بن أنس والسدي والضحاك (٢).

وقد نفى الحسن وسعيد بن جبير أن يكون أحدٌ من الأنبياء قُتل في حرب (٣)، ورجَّح عددٌ من المفسرين أن القتل في الآية متعلق بالربيين (٤).

[٢) أدلة القول الأول في المسألة]

ذكر السمين الحلبي الدليل على أن القتل في الآية يتعلق بالأنبياء أنه السياق وحال المخاطبين، وبيان ذلك فيما ذكره عن المفسرين من أن القصة وسياق الآيات نزل في أُحد حين تخاذل الناس عند سماعهم بمقتل النبي صلى الله عليه وسلم، كما ورد في سبب نزول الآيات (٥)، فضُرب لهم المثل بكثيرٍ من الأنبياء قُتلوا ولم يقدح ذلك في أتباعهم، فإذا كان سياق الآيات نزل بعدما أُشيع مقتل النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت حال المخاطبين إذ ذاك فيها بعض الضعف والتخاذل، فأولى أن يتعلق القتل في هذه الآية بالأنبياء لا بأحدٍ من أتباعهم، وأولى أن يكون صبر الأتباع فيها هو صبرًا على مقتل الأنبياء وليس صبرًا على مقتل من هم دونهم.

[٣) أدلة القول الثاني في المسألة]

وهي دليلان:

الأول: الواقع المحتفِّ بنزول الآية، فإن في قوله {رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} ما يناسب أن القتل


(١) ينظر في معاني القرآن للفراء (١/ ٢٣٧)، وللأخفش (١/ ٢٣٥)، وللزجاج (١/ ٤٧٦)، وللنحاس (١/ ٤٨٩)، وتفسير الطبري (٦/ ١١٠) والثعلبي (٣/ ١٨١) والبغوي (١/ ٥٢٠) والهداية لمكي (٢/ ١١٤٦)، والمكتفى لأبي عمرو الداني (ص: ٤٥)، والمحرر الوجيز لابن عطية (١/ ٥٢٠)، والروض الأنف للسهيلي (٦/ ٤٧)، واختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية لابن عبد الهادي (ص: ٦٩ – ٧٠)، وتفسير المنار لرشيد رضا (٤/ ١٤١).
(٢) روى ذلك الطبري في تفسيره (٦/ ١١٥ - ١١٨) وابن المنذر في تفسيره (١/ ٤٢١) وابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٧٨١)، وذكر مكي بن أبي طالب في الهداية (٢/ ١١٤٥) قولَ عكرمة.
(٣) روى سعيد بن منصور في كتاب التفسير من سننه (٣/ ١٠٩٦) عن سعيد بن جبير، وعنه ابن المنذر في تفسيره (١/ ٤١٧)، وأما قول الحسن فقد ذكره يحيى بن سلام في تفسيره (٢/ ٨٤٨) عند قوله تعالى: {وإن جندنا لهم الغالبون}، وذكره الماوردي في تفسيره (١/ ٤٢٨) عند الآية التي نحن فيها.
(٤) ينظر في المحتسب لابن جني (١/ ١٧٣) وتفسير البيضاوي (٢/ ٤١)، ومحاسن التأويل للقاسمي (٢/ ٤٢٤)، وأضواء البيان للشنقيطي (١/ ٢١٠ – ٢١٤).
(٥) روى ذلك الطبري في تفسيره (٦/ ٩٨ - ١٠٥)، وذكره الواحدي في أسباب النزول (ص: ١٢٥).

<<  <   >  >>